هنيئاً لك الدنيا - أحمد علي سليمان

أنا أسمى - مما ذكرتَ - مَقاما
وفؤادي - عن هزلكم - يتسامى

إنْ قلتنا هذي العقيدة أهلاً
فضميري يستهجن الأرحاما

فرّقتنا يا صاح شِرعة حق
أنت - عنها - مستكبراً تتعامى

وتُصِرّ - على القطيعة - حلاً
وتزيدُ الخِصام - بعدُ - خصاما

لك قدّمنا الفرحَ والسعدَ دهراً
وأضفنا - إلى السلام - سلاما

ولنا قدمتَ السمومَ عِلاجاً
فجلبتَ الأوجاع والأسقاما

وقلبتَ ظهر المِجنّ ملياً
وصببتَ - فوق الخلاف - الضراما

واغتصبتَ الحقوق دون احترام
وفجرْتَ ، ثم استبحتَ الحراما

وانتظرنا أن تُرجع الحق ، لكنْ
غاصبُ الحق عنّف اللواما

دونك الدنيا ، فاحتفلْ ، وتجملْ
وتسلق نعيمها البساما

وهنيئاً ما تجتني مِن حُلاها
كم شغفتَ - بما نهبتَ - غراما

وتمرّغ في وحل دنيا المخازي
بعد أن أضحى - للسفيه - مراما

لا تفكرْ فيما اعترانا ، ودعْنا
واسهر الليل في اصطحاب الندامى

لك دنيا - في الموبقات - تمادت
ولنا الدينُ - للمَعالي - إماما

ولكلٍ منا حياة ، وسعيٌ
وأراني أسمى وأرقى مَقاما

© 2024 - موقع الشعر