هنيئاً لكِ حلاوة الصبر يا خنساء - أحمد علي سليمان

حنانيكِ شعرُكِ أزكى الجوى
وفي خافقيه الفؤادُ ثوى

ألا تذكرين نبيَ الهُدى
يجاهد بالحق أهل الهوى؟

وكان يثابر في دعوةٍ
ويصبر عند لقاء القوى

وشعرُك كان له طارقٌ
إلى قلبه ، وله مستوى

فيَطرب إذ تنشدين لهُ
وشعرُك من كل خير حوى

وبعد اتباعك دينَ الهُدى
وإيمانُ قلبك كان اللوا

وكان البلاء بأربعةٍ
إذ ارتحلوا نال منك النوى

تجلدتِ للجُرح رغم العنا
وكان اصطبارُك نعم الدوا

هنيئاً لك الصبرُ في محنةٍ
بها قلبك المستكينُ اكتوى

ولقيا الأحبة في جنةٍ
تزيل المُصاب إذا ما استوى

شرفتِ بهم في مِهاد الوغى
بنصر – على الحُسنيين - انطوى

وخلد ربُ الورى ذكرَهم
وتاريخ أعلامنا قد روى

ألا إن هذا هو المبتغى
لمَن قلبُه بالرشاد ارتوى

بصبركِ صرتِ لنا قدوة
تبيدُ - من القلب - لفح الجوى

وتمحو - من النفس - آلامها
وتطعن - في الروح - وخز الخوا

وتدْفعُنا لبلوغ الذرى
وتؤتي معالمها والصوى

© 2024 - موقع الشعر