حلاوة الصبر - أحمد علي سليمان

الصبرُ مفتاحُ الفرجْ
إذ فيه ينزاح الحرجْ

كم صابر في محنةٍ
في صبره تُقضى الحِوَج

فالصبر زيْنٌ كله
بالصبر لن تلق الخمج

ما إن تصبرت ارتقبْ
مخبوء غيب ينفرج

اسمع كلامي ، واصطبرْ
فالصبر محمودُ الأرج

سددْ وقاربْ ، واغدُ في
وقت الضحى ، ثم الدلج

واصبر تنل أسمى المُنى
فالصبر ميعادُ الفرج

وامشى الهُوينى ، لا تكن
غِراً تمادى في العَرَج

واصبر على كيد الورى
إن عنّ حقدٌ أو خمج

أو جَنّ ليلٌ في الاذى
أو كاد – للفذ - الهمج

أو طال – بالنفس - الأسى
لا تنفعل ، أو تنزعج

إن طال إظلام اللظى
فالصبر فجرٌ مُنبلج

حتى متى تبكي الجوى
يا قلب في هذا العِوَج؟

واصبر ، وإن عز العَزا
لا تكترث ، أو ترتعج

والصبر فواح الشذى
والصبر- بالشعر - اندمج

والشعر في عز العنا
مثل التداوي بالحَدج

الشعر ديوانُ الهوى
فاكتب على بحر الهزج

هذي مفاعلين إذنْ
أكمل ، ولا تخش الثبج

إن ثار بيتٌ ، أو قلا
أو ضجّ شطرٌ منبعج

كانت قوافيك الدوا
في عالم يهوى الخلج

فاهدأ ، وجانبْ ما ترى
واحذر مَغبات الهَوَج

واصبر ، وصابر ، واصطبر
أنت المُعاني للأبج

والحق عند الملتقى
يجتاحُ أصنامَ العَوَج

نفديه بالدنيا ، وبالأ
موال ، حتى بالمُهَج

بالصبر ينزاح البلا
بالصبر ينفك الزعج

أنى لجمع ضائع
في كل هزل قد ولج

أنى له من نصرة؟ٍ
يا قلب صه! لا تختلج

كم قلتُ للقلب: اصطبر
فالصبر مِفتاح الفرج

© 2024 - موقع الشعر