نهج العمرية! (معارضة لعمرية حافظ) - أحمد علي سليمان

حسبُ اللآلي ، وحسبي حين أحكِيها
أني – إلى سِيرة الفاروق - أهديها

سهرتُ ليلِي أجلي حُسنَ زبدتها
وأرسلُ الشعر نجماً في لياليها

وأجعلُ النور ديباجاً يُجمّلها
يُشع - كالبدر - في أعتى دياجيها

وأبعث النغمَ الحانيْ يُزخرفها
وأرسلُ الوزن محبوراً يُحَليها

وأستعيرُ - من الإبداع - عاطرهُ
لأجعل الشعر عذباً ينثني تيها

وأستحث نجوم الليل مقترضاً
منها السمُوّ رطيباً في أعاليها

وأستجيشُ طيوفاً ريحُهاً عبقٌ
حتى أرى الشعر فواحاً يُسليها

وأستكينُ لربي داعياً دمِعاً
حتى يُعين على ما أنتوي فيها

وأستعينُ كتابَ الله محتسباً
على القصيدة ملتاعاً ، فأحكيها

وأستفيد من الأفذاذ صفوتنا
من صاغة الشعر كي تصفوْ قوافيها

مِن الذين – لوجه الله - قد كتبوا
فنزهّوا قِبلة الأشعار تنزيها

فلم يبيعوا لطاغوتٍ مشاعرهم
لكنْ لرب الورى ، فاللهُ شاريها

ولم يبيعوا لدينار عواطفهم
عفتْ نفوسُهمُ ، فالشعرُ حاديها

ولم يُعرّوا – عن التقوى - قريضهمُ
لكي يُشوَهَ – ساء العري – تشويها

ما نوّهوا قط للسوآى بقافيةٍ
لكي تسوء ، وخاب السوءُ تنويها

لم يهبطوا مثلما الفسّاقُ قد هبطوا
دنيا الهبوط حضيضٌ ، خاب راجيها

ولم يشيروا إلى أهداب غانيةٍ
تلك البضاعة – صدقاً – ضلّ باغيها

ولم يخطوا نفاقاً ظِل ملحمةٍ
إن النفاق يُذلّ النفسَ يكويها

إني أخصُ أبا حفص بما رسمتْ
هذي اليراعة من أشعار حاديها

خليفة عمّتِ الدنيا خِلافته
شاد العدالة في أرقى مبانيها

ومن أقام – على التقوى - معالمَها
ورسّخ العز يسمو في مغانيها

وصفّ جندَ الهُدى في كل باديةٍ
حتى تعيش – على التقوى - بواديها

ومن أذلّ طغاة الأرض قاطبة
والدارُ تشهدُ ، قاصيها ودانيها

ومن تسلق مجد الحق في ثقةٍ
وعزة النفس قد عزتْ مراميها

ومن تقوّى به الإسلام في زمن
تحكّم الكفرُ في الدنيا وأهليها

ومن يوافقُ قرآناً لحكمته
هي الفراسة في أسمى معانيها

فتنزل الآيُ في توٍّ موافقة
ما قاله (عمرٌ) ، أكرمْ بتاليها

يقول: قد نزلتْ كما رأى عمرٌ
فيستجيبُ لها الفاروقُ تنزيها

جوارحٌ بارك الرحمنُ نظرتها
ودوحة العلم ، والفاروق راويها

حتى إذا طرحتْ ثمارها ابتهلتْ
وإنما (عمر الفاروق) جانيها

© 2024 - موقع الشعر