يا صاح أما آن الأوان؟ - معجم الدحداح - أحمد علي سليمان

وسِفر بدا للضاد في ثوب كوكبِ
حوى الدُرّ يسري كالغمام المُرَطبِ

تناسقَ حتى قلتُ: قد بلغ الذرى
وبدّد بالذكرى صنيعَ الترقب

وقد زخرفَ (الدحداحُ) أوراق مَتنهِ
وزيّنه ، جلى بديع التطيب

وألبس نحو العُرْب أجمل حُلةٍ
وأبهجنا جداً بهذا التشعّب

وجمّل علمَ الصرف في الطِرس ناطقاً
بأن أصول الضاد لِينت لمُحْبب

كم اختصر النحو المُصفى بدقةٍ
فأمسى لعقل المرء يَسبي ويجتبي

وكم توّج النحوَ البديعَ بنجمه
وبالصرف وافانا بزي محبّب

بذا سهّل الصعب العسير بخفةٍ
ويشكر ما أسدى له كل طيّب

سأنزلُ خلق الله ما فيه أبدعوا
وأوصَى بما قد سَطر المِرقمُ النبي

أما والذي أعطاك ما سطرتْ يدٌ
لقد فاق هذا السفرُ كل التطرّب

ولو أنني - في كل يوم - قرأته
فإني لمشتاقٌ له ، بات كوكبي

أحنُ إلى ما قلت فيه ، وأجتني
شذى النحو والصرف الأريب المُخضب

ويأسِر عقلي كل رأي وفكرةٍ
وأهفو إلى الأفكار في كل مضرب

ألا أصلح المولى فؤادك للذي
عليه أنا من دينه والتقرب

ألا فانتفعْ يا (أنطوان) بآيهِ
شواهدُ فيما قد كتبتَ فقلّب

© 2024 - موقع الشعر