يا صاح أدماني الجوى المنسرح - أحمد علي سليمان

كم تحتويني همومُ
وفي فؤادي غمومُ

والنفسُ تشكو البلايا
لمّا دهتها الكُلوم

والقلبُ ممّا يُعاني
في كل حين سَقيم

في (غزةٍ) كيدُ كفر
أغرى ذويه الهجوم

واغتال بالقصف قومي
خاب العدو الغشوم

فللأباتشيْ أزيز
منه الروابي صريم

وفي الضواحي هديرٌ
تفور منه التخوم

والدُورُ أمست خراباً
إذ دكّها مَن يسوم

والأرضُ باتت سعيراً
بئس الوغى والجريم

والناسُ تشكو جحيماً
وهل يُطاقُ الجحيم؟

والطفل مات انتقاماً
لمّا رمته الخصوم

ذي محنة لا تبارى
لم تنجُ منها الحريم

ماذا أرادت يهودٌ؟
هذا التحدي ذميم

جند الأعادي استبدّوا
فالكيدُ كيدٌ عميم

وللضحايا أنينٌ
يُبْكي ، ولفظ كظيم

يا صاح ، فاسأل ، وحدّث
هذا قتالٌ ظلوم

منه الجوى هز قلبي
ثم احتواني الوُجوم

سطرتُ بالدمع حزني
وشاهدي ذا السجوم

قصائدي نوْحُ باكٍ
وليل شعري بهيم

وللقريض انتحابٌ
يكوي وجَرْس أليم

وللقوافي لهيبٌ
لمّا اعتلاها الحميم

يا صاحبي لم أبالغ
إن قلتُ: خطبي جسيم

في (غزةٍ) بُحّ صوتي
مضى الصفا والرنيم

يا رب فارحمْ ، ويَسِّرْ
أنت الرؤوف الرحيم

© 2024 - موقع الشعر