عبيد من ينفق عليهم! - أحمد علي سليمان

مُفسدون ، والدعاوى استبانتْ
والضحايا وَعْيُها اليومَ صامتْ

أوغلوا في التيه دهراً ، فضاعوا
ورياحُ العُهر عَمَّتْ ، وفاحت

فِرقة ضَلتْ سبيلَ المَعالي
ولِمَا تهوَى دَنتْ ، واستكانت

عَربدَتْ في الأرض شرقاً وغرباً
ولها الأهواءُ رَقتْ ، ولانت

واعتراها السوءُ في كل شييءٍ
وله في الناس صالتْ ، وجالت

لم تَخَفْ رباً ، ولم تَرْعَ ديناً
ولذا كلَّ المَخازي استساغت

شَرْعَنتْ فِسقاً يَرُوحُ ، ويغدو
سُوقه بين الهلافيت راجت

كَفكِفوا يا عِيرُ هذا التردي
إن دَعْواكم – وربي - استبانت

تنشرون الفحشَ شرقاً وغرباً
خابَ سعيٌ والشعاراتُ خابت

هزلكم أودى بعِزة قوم
باركوا أعمالكم حينَ ذاعت

يا عبيداً للألى جَندُوكم
لنفوس للمفاسد مالت

تزعمون الفنَّ ينشُرُ هَدْياً
صدِّقوني الدولة اليومَ دالت

أي هدْي يا حُثالات جيل
ضَجَّتِ الأخلاقُ ، ثم استجارت

هل أفادَ الرقصُ إلا ندامى
سربلتْهم شهوة ما استقامت

والأغاني أزهقتْ كم فئاماً
والنفوسُ مِن أذى اللحن عانت

ربِّ خلصْنا مِن الفنِّ أودى
بديار أشمَتتْ كل شامت

مناسبة القصيدة

(منذ فجر التاريخ ، والمفسدون في الأرض بجميع طوائفهم ، على اختلاف طرائقهم في الفساد والإفساد المتعمدَين ، يعبدون من ينفق عليهم ويُرَوج لباطلهم ولفسادهم ولفجورهم. وتتنوع سبل الفساد ، وتكون أعتى عندما يُشَرعِنها المجرمون ، فتبيتُ مَألوفة للناس ومُباحة حسب القوانين ، لا حسب شريعة الله تعالى. وهنا تتخدَّرُ مشاعرُ الناس إلى حين ، ولكن لا يستمرُ هذا الحالُ المُعْوَج طويلاً ، فسرعان ما تنكشفُ خِدعُهم وتكتشفُ الجماهيرُ المخدوعة فيهم حقيقة ما هم عليه من باطل وفساد وفجور. قلتُ في هذا على البحر المديد.)
© 2024 - موقع الشعر