يا رحمة الله! (رسالة إلى شهيد) - أحمد علي سليمان

يا شهيداً أرخصَ الروحَ قريرا
بات – بالموت – سعيداً وعَطِيرا

قدَّم النَّفسَ ، ولم يبخل بتاتاً
وأطاع الله مولانا القديرا

في سبيل الله مات الشهمُ صدقاً
مُخلصاً لله ، قلباً والضَمِيرا

ساحةُ الحرب له خيرُ دليل
حيث كان الكيد تدميراً صَهِيرا

كانت الأرض دماءً في دماءٍ
سلط الباغي بها سيفاً مُبيرا

فإذا الأشلاء فيها تتلوي
وغروبُ الشمس قد أمسي كسيرا

وعَذارى الحق للصلبان صَيدٌ
يُهتَكُ العِرضُ ، فقد أضحي أسيرا

وإذا العوسجُ للصِّيد طعامٌ
وإذا الأكباد تجتر الحرورا

هل سمعتُم بصغير صار ذِبحاً
في يد الكُفار يستجدي الظَّهِيرا؟

وإذا النيرانُ تغزو كل بيتٍ
شمل التدميرُ بُلداناً ودُورا

وإذا الأعزل شَعبي وصحابي
دُورهم أمستْ رماداً وصخورا

دُفِنوا أحياءَ في الأرض جميعاً
عدِموا - في زحمة القَتل - القُبورا

ودمُ التوحيد – في الأرض – رخيصٌ
وإذا الفُجِار قد دكُوا القصورا

أحرقوا الأطيارَ في الأجواء شَياً
وتراهم هدَّموا بعدُ الجُسورا

ومصافي النفط ها هم أحرقوها
وتري الذْؤبان لم ترحم صغيرا

وإذا الفتنةُ – في الأرحاب – عمّتْ
وإذا الموتُ بها أمسي المصيرا

وشهيدُ الحق آتٍ من بعيدٍ
يغسل العارَ ، ويجتثُّ الكفورا

ويُعيدُ النورَ منصوراً فتياً
ويُعيد الوحي مرفوعاً منيرا

يذبح الكفارَ باسم الله ذَبحاً
ويُروِّي الأرضَ بالقَتلي قَرِيرا

فارحهمِ اللهمَّ مَن للدين ضحّي
واقبلِ اللهم مِقداماً غَيورا

رحمَةُ الله علي موتي جهادٍ
في سبيل الله قد كانوا صُقورا

رب واحشرنا بجمع هم ضياهُ
ثم ضاعفْ للمَيامين الأجورا

وانصرِ اللهمَّ حزبَ الحق دوماً
لم يخِبْ مَن ذا دعا الله النَّصِيرا

© 2024 - موقع الشعر