ندى! (بطلة حدائق القبة) - أحمد علي سليمان

أوصافكِ استعلتْ على الأقلامِ
والألسنُ اعتجرتْ بكل كلامِ

الشعرُ يفخر - في الورى - بكِ يا ندى
ويراكِ فخرَ عقائل الإسلام

هذي الشهامة لا سبيل لوصفها
حتى ولو في عالم الأحلام

يا من أصبتِ - من الشهامة - أوْجَها
وكذا أصبتِ ذؤابة الإقدام

يا من وعيتِ - من الشجاعة - كُنهها
ثم انطلقتِ بهمة الضرغام

غامرتِ لمَّا قال عزمُكِ غامري
كي لا يُصاب بوصمة استذمام

خاطرتِ لما قال وعيُكِ خاطري
لم تُنصتي لمآخد اللوام

وذهبتِ للبواب في جُنح الدجى
ذاك الذي لمَّا يجُدْ بسلام

لم يفتح الباب الذي هو موصدٌ
فقصدتِ فتح الباب بالإرغام

فكسرتِ ألواح الزجاج لتدخلي
والناس - عند الباب - كالأصنام

ذهلوا لِمَا نظروا ، أتلك حقيقة؟
أم مشهد من أعجب الأفلام؟

وتركتِهم وزجاجَهم وذهولهم
ثم انطلقتِ لغايةٍ ومُرام

فأهبتِ بالجيران أن يتعاونوا
لكنهم صدموكِ بالإحجام

لم يفتحوا باباً ، ولم يتحمَّسوا
فوعظتِ أطيبَهم بعذب كلام

فدخلتِ إذ لاحت هنالك شُرفة
فصعدتِ فوق سياجها المتسامي

ونزلتِ شرفة جارةٍ مكلومة
فوجدتِها وَلدت بلا إيلام

لكنها - بعد الولادة - غيبتْ
وبُنية تبكي لفقد طعام

فبذلتِ معروفاً ، ولم تني همة
بذلاً تقاصر عنه كل هُمام

ونشدتِ إسعافاً يقوم بدوره
فأتوْا بقوم مُسعفين كِرام

والبعلُ جاء يَشيدُ بالفُضلى التي
قامت بما يرجوه خير قيام

ويقول: مشكورٌ جميلكِ يا ندى
والأجرُ عند الواحد العلام

أنا يا (ندى) - عن بعض شكركِ - عاجزٌ
فتقبلي مني الثنا وسلامي

لكِ قد دعوتُ الله صُبحي والمسا
والرب يُكرمُ غاية الإكرام

© 2024 - موقع الشعر