نائمٌ لا يفيق - أحمد علي سليمان

تنام كأمتك النائمة؟
تنام كما الوُثن والسائمة؟

ولست تفكر في حالنا
ألا أنها طعنة قاصمة

فؤادٌ يغط بنوم الفنا
تُداعبه هجعة حالمة

ودنيا تعجُ بإفلاسها
وليست بإعراضها عالمة

وجيل يُفضّل أن لا يرى
حقيقة نكبته الداهمة

عشيرٌ يحارب رب السما
تعامى عن القوْمة الحاسمة

وقومٌ إذا جوّعوا أزبدوا
وإن غاب دينٌ فلا قائمة

ودارٌ يضمّخها شِركُها
وكانت بأمس مضى سالمة

وأرضٌ بأيدي العِدا استصرختْ
وباتت له دولة دائمة

وفوق الرؤوس علتْ جَوْقة
بخيبتها في الورى جازمة

وكبشُ الفداء الذي قال: لا
ستذبحه اللحظة الهاجمة

عزيزي: أفقْ إننا أمة
لها في الورى سِيرة باسمة

وسلطانها كم علا في الدنا
ولمّا تكن في الورى نائمة

ويعلم ذلك أعداؤها
ودعوى التردي لها واهمة

وعادت إلى جهلها أمة
ويعلم ربك ما الخاتمة

وباتت تذبّح أزهارها
وتبدو بسِحنتها القائمة

وفي كل يوم لها مِحنة
وسُحْبُ الرزايا بها غائمة

عزيزي أفقْ ، إنها صيحة
كما إنها سَقطة جاثمة

وإنك - في الأفق - أبصرتها
مُصيبتها في الفضا حائمة

ستذهب يوماً صنوف الرخا
ويُظلم جو الدنا الناعمة

ومهما تمادت بأصحابها
ستبكي عليها بلا لائمة

كفاها معيشتها في الهنا
كفاها حياة الهوى السالمة

أسائل ماذا أفاد الهوى؟
وماذا أفادت دُمىً رازمة؟

وأولى بهذا التردي الفنا
كفى يا أخي حُججاً راغمة

فإنا نتوق لإرهاصةٍ
على المُلتقى بالعِدا عازمة

تعيد إلى القوم إسلامهم
وتمنحُهم هيعة قادمة

وترفع أمتنا للعُلا
وتسحق مِحنتها الهائمة

عزيزي أفق ، لا تنم ، لا تهن
فقد داهمتنا القوى الغاشمة

وكيف تنام وأنت الفدا؟
فقم أيقظِ الأمة النائمة

© 2024 - موقع الشعر