مكانكِ يا خديجة - أحمد علي سليمان

عُلواً - بالعقيدة - يا خديجة
أتتخذين مِن رُدُدٍ وَليجة؟

أراكِ - بشرعة الرحمن - أسمى
وأنتِ بوازع التقوى بهيجة

وإن قيام ليلكِ بات سمتاً
ومَن منا يُقيم - ولو – هزيجه؟

وصومُك للنوافل لا يُبارى
وبالصوم التقى يُطري عُروجه

وبَذلك للشريعة بذلُ فضلى
كزوج نبينا الكبري (خديجة)

ولكنّ الصواحبَ في ضلال
يُنادمن المعاندة المَريجة

وهل أرضٌ مُجلمدة عَزاز
كأرض خصبةٍ بكر عزيجة؟

وهل قفر عوت فيه الضواري
كروض بات ممتدحاً مُروجه؟

ألا فلتثبتي إذ أنت ذخرٌ
ودوماً ناصحي الهمم المزيجة

صواحبك افتتننّ بشر قوم
عشقن الغرب مُحتضناً علوجه

ورحبتِ المَوائسُ بالتدني
أتى عبر الأثير يلي ضجيجه

فمن شط المحيط إلى خليج
ومن قيظ القفار لبحر (إيجة)

غزا البث المباشر كل بيت
وأردى العز بالحِيَل المُهيجة

كأن الدُّور لم تكُ ذات يوم
لها - بمَعالم التقوى - وَشِيجة

© 2024 - موقع الشعر