خديجة القتيلة - أحمد علي سليمان

العيونُ تبكي مصيرَ خديجةْ
كيف آلت إلى رهيب النتيجةْ؟

كيف طاشت كفٌّ فأودت بنفس؟
كيف هانت على الحليل الوشيجة؟

عصرَها كانت تستلذّ بنوم
ثم أمست جريحة وشجيجة

دون ذنب إلا ابتلاءٌ بزوج
ساق دعوى ممقوتةً ممجوجة

وكأن الأرواح حفنة رمل
بالحصى في مستنقع ممزوجة

أصبح القتل - في الديار - مُشاعاً
بينه والمستهترين وليجةْ

والقضايا على القضايا تهاوت
والبراءاتُ في القضا محجوجة

ودموعي على القتيلة ثكلى
وعيون القريض تبكي خديجة

وردة كانت في الحديقة خجلى
طِيبُها يُهدي النساءَ أريجه

هي روضٌ فيه الثمارُ تدلتْ
فإذا الروضُ يستعيض مُروجه

زوجة هَديُ المصطفى شعَّ فيها
وهْي - بالقرآن العظيم - بهيجة

مثلُ هذي ترمى بعود حديدٍ
مِزحة هذي أم تُرى أُهزوجة؟

تتريٌّ هذا البلاءُ ، وأعتى
وفعالٌ بالفرعنات مزيجة

والدماء - فوق الجبين - استغاثت
ما بها من تكاثف أو لزوجة

وعليها دمعُ البُنيات غَيْثٌ
ساجمٌ يرجو كفه أو ثبيجه

والمنايا تسد جوع الصبايا
وجْبة ذي على الغداء نضيجة

وعذابٌ في القلب يَكوي ويَفري
والفؤاد يرجو سريعاً خروجه

والبكاء على الفقيدة مُرٌّ
بات يشكو أناتِه ونشيجه

ولهيبُ الأحزان أحدث قرحاً
تشتكي النفسُ هولَه وأَجيجه

والجوى أودى بابتسامات غِيدٍ
والكروبُ تُضحي وتُمسي سَميجة

أُمّهُنّ في القبر ، هذا نصيبٌ
وأبوهنّ في السجون لزيجة

مثل هذا همٌّ يَهُدّ الرواسي
نسأل المولى عاجلاً تفريجه

© 2024 - موقع الشعر