معاقة ذات همة - أحمد علي سليمان

رعاكِ الله صاحبة الحجالِ
وخصكِ بالرشادِ والاعتدالِ

وزادكِ عزة وهدىً وتقوى
لتقضي العمرَ طيبة الفعال

وأورثكِ الجنان مزيناتٍ
بما تحويه من أزكى اللآلي

وقلدكِ الأساور لامعاتٍ
تُزيّن من تحلت بالجمال

وبارك فيكِ صاحبة السجايا
بما أنفقتِ من جهد ومال

لقد كانت إعاقتكِ انطلاقاً
لطاعة من تفرد بالجلال

فما استسلمتِ يوماً لابتلاء
وما صّرحتِ: ذا فوق احتمالي

ولكن كان ذلك باب خير
يوصل للمثوبة والمعالي

ونافذة ترين الحق منها
منوطاً بالتجرد والكمال

ودرباً للهداية والتسامي
عن العادين من أهل الشمال

فكم أهديتِ من كتْب ونصح
تحض على عظيمات الخلال

وكم أسديتِ من وعظ وعتب
يبشر بالنجاح والابتهال

وكم أصلحتِ من أحوال قوم
سعوا نحو الرذيلة والخبال

وكم أجزلتِ من خير وبر
فجنبتِ الورى سوء الوبال

وكم زوَّجتِ يا أختُ الأيامى
برغم الفقر بالمال الحلال

وكم زللتِ أعسر معضلاتٍ
وكان الحل أجوبة السؤال

وكم أفتيتِ أقواماً حيارى
لوجه الله ، لا وجه النوال

وكم ساعدتِ أزواجاً كِراماً
بحل المشكلات بلا انفعال

شَفاكِ الله من شَلل وعَجْز
وأقدَركِ المليك على المحال

© 2024 - موقع الشعر