ذات مساء.. ذات صباح - محمد الفيتوري

وردة.. طيف قديسة..
سكبت روحها في اتجاه السماء
وسحاب إوز غريق على الأفق
يدفع أعناقه المتعبات
إلى نقطة في الدجى اللؤلؤي
وفي منحنى القوس بعض رسوم الشتاء
وآلهة من غيوم تشكل أجسادها
صوراً مفزعات
وأوشحة عنكبوتية النسج
يا رؤية الله في بيتي
ما الذي جعل البحر يطفئ قنديله فجأة
ويغادر نوبته، شاخصاً في سقوف البكاء
-2-
لم تكن غير قبضة رمل تسافر في البحر
كان هو البحر
كان هو النجمة الأطلسية
والرمل، والبحر
أغرق في ذاته، ذاته
وانحنى داخلاً في زواياه
ذات مساء رأيناه
قال الذين رأوا شبحاً في أزقة فاس العتيقة
منهمكاً في الغرابة:
كان كذئب الجبال، وحيداً..
يصارع أفعى على ظهره.. زاعقاً
-إنني حارس الغابة البشرية
والطير تأكل أرزاقها فوق مائدتي
ثم تفرخ في، وتأكلني..
وأشاح، كمن يتقيأ فوق عظام مدينته..
ثم أرغي وتاه
وأمطرت النار إثر خطاه
-3-
مثل رأس مجللة بالسواد
تطل معذبة من تقوب المناجم
مثل رسول يقوم من الموت في الكتب الأزلية
أصفر.. أسود.. أزرق
عيناه شمسان زنجيتان
مثبتتان على لوحة الغيب
قال الذين رأوا لحمه يتناثر ذات صباح
على الشاطئ اللازوردي
كانت ألوف البنادق تبصق أحشاءها فيه
وهو جميل وقاتم
أمير من البرق، والرعد قادم
وحين تناوبه حرس القبر،
كان بوسع الفضاء
يسيل غناء ويرقص
ثم يسيل غناء ويرقص
حتى اختفى، صاعداً خلف رقصته
في غناء الجماجم
-4-
حيث تزرع رأسك..
لا ينبغي لك أن تحصد الدهشة
الرأس قمحة من يحطب الليل
بعض الذين أحاطتك أشجارهم
حطب الليل
***
كان الحضور الجميل احتمالاً
وكان كمال الكمال اختلالاً
وجردني من سحابته ذات يوم وقال:
احتجب
فالتواصل غير الوصول
والتماثل بعض الدنو الخجول
© 2024 - موقع الشعر