مرارة الحقد - أحمد علي سليمان

إطلالة الحقد أدمتْ قلب صاحبها
وعصبة الغل أعيت روح عائبها

فالحقد محرقة ، والغل ملهبة
والعينُ بعدُ فهذي حتفُ صائبها

أما الحقود ، فنار الحقد تأكله
كذا الضغائن أشواكٌ لراغبها

والحقد كأس الردى ، والخير ما حقه
والدرب مفعمة بُشرى لصاحبها

عاينتُ حقد الورى ، حتى اكتويتُ به
وحُرقة الحقد نيرانٌ صُليت بها

إن الحقود وإن تلقاه ذا فرح
يوماً سيندم إذ ما كان منتبها

فيم التباغض في الدنيا وزخرفها
والمرءُ يوماً سيُزوى في خرائبها؟

يا حاقداً ناره أعمت بصيرته
وبعدُ قد قرّحتْ أجفانَ مُلهبها

أنت الضحية في أعماق جمرتها
هم في الذرى ، ولكم بَلوى زرائبها

© 2024 - موقع الشعر