ليل الهموم! (معارضة للذبياني) - أحمد علي سليمان

.(وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْر أرخَى سُدُولَهُ).
.(عَلَيَّ بأنواع الهُمُومِ ليَبْتَلِي).

نَعَمْ أغرقَتْ قلبي الدماءُ غَزِيرةً
وقد خَمَّشتْ وجهي ولمَّا ترقَّ لي

وعَيْنِي تَحَدَّتْها الدماءُ فَسَلَّمَتْ
وإنَّ الدموع الهُوجَ لَمْ تَتَحَمَّلِ

وَهَبَّتْ رِياحُ الوَهْمِ تَمْسَحُ دَمْعَتِي
بمِنْديلها ، والدمع في كل منزل

وربِّي يُحِبُّ العَبدَ يحتملُ الأذى
وإنِّي ضعيفٌ قدْ جفاني تحمّلي

أبَا الحارث: اكتمْها فليلُك مُنْتَهٍ
وساعاتُه سَيْفٌ على المترهل

أراكَ اعْتليْتَ المَتْنَ متْنَ جوادِكمْ
وتصطادُ في البيداء من كل قِصمَل

فما رَدَّكَمْ بَأْسُ القوارع مَرَّةً
فأنتمْ على بأس العِدَا كالجَحْفَل

فهَلْ يُبْكِيَنَّ الليلُ مثلَك لحظةً
وعبرَ الدُجُنِّ السيفُ في كل مِفصَل؟

وهلْ لَيْلُكَ الداجي سيُرخي سُدُولَهُ
عليك بأنواع الهُمُومِ ليِبْتَلِي؟

وفيمَ ابتلاءُ الليلِ؟ أنتَ غَضَنْفَرٌ
فهَتِّكْ سُدُولَ الليلِ لِيلِكِ ، وارحَل

وَيَا أَيُّها الكِنْدِيُّ كُفَّ عن الهَوَى
فكم للهوى مِنْ ضَائِعٍ مُتَبَذِّل

ولولا الإلَهُ الحَقُّ ضَيْعنِي الهَوَى
وأبئسْ بقلب من دجى الشر مُثقَل

وإنِّي ، وإنْ لمْ أَصْطَبِغ بَمَراره
ولكنْ طواني فِيه بعض ترهُّلي

أَبَا الحارِث: انجابَ الكَرى بمحمدٍ
على دينِ (إبراهيمَ) لمْ يَتَحَوَّل

هَدانِي إلَهُ الكون ، لستُ بفاسِقٍ
ولا آهة (الكندي) تعلو بمَحفَل

ولكنْ حَنِيفٌ مُسْلِمٌ ومُوَحِّدٌ
وقرآنُ ربِّي فيه كُلُّ التفضل

وبيْنِي وبيْنَ الجاهلية حِقبةٌ
وعَمَّتْ فؤادي هِمَّةُ المُتَبَتِّل

© 2024 - موقع الشعر