الشعر يحيي الأميرة زبيدة بنت جعفر - أحمد علي سليمان

زُبيدُ حُزتِ الذرى في الأصل والنسبِ
يا دُرة سطعت في أمة العرَبِ

ولا أزكّي على الرحمن دُرّتنا
بل أكْبِر الدرة العصماء عن رغب

حسيبُها الله من مدح يُجَملها
فتلك أسمى من الأمداح والخطب

والشعرُ يفخرُ إذ يُطري مُوَفقة
لله يمدحُ ، لا للمال والقرَب

وللقوافي صدىً في ذِكر سِيرتها
لأنها جمّة الأخلاق والأدب

والوزنُ يَطربُ إنْ عُدّتْ مناقبُها
حتى يَبيتنّ رهنَ اللحن والطرب

وكم قصائدَ - في الملوك - قد نظمَتْ
وسُطرَتْ حسَبَ الأهواء والطلب

تحكي النشاذ يُغنيه الألى كتبوا
شتان شتان بين الصدق والكذب

زُبيدُ شِعري بصدق القول أنسجُه
يُعطر النصّ في الأسفار والكتب

أجلّ قدرَك بالأخبار أسْطرها
وأستعينُ بمن يُطريك عن كَثب

يا شعرُ حَيّ زبيدَ الخير ما سطعتْ
شمسٌ ، وجادت ببذل النور واللهب

وجُد بما حُزت من سَجْع ومن صور
أغلى من الماس والياقوت والذهب

زُبيدُ أهلٌ لمَا دوّنتُ من كَلمٍ
كريمة الذات في إسم ، وفي لقب

وفذة حُرّة أخلاقها طهرتْ
وذاتُ أصل جليل الجاه والحَسب

عِز العروبة والأعراب في دمها
فمَن يضارعُها في مَحتدٍ وأب؟

هي الحَصانُ الرزانُ ، الكلّ يعرفها
وليس يقدُرُها إلا ذوو اللبب

وجعفرٌ والدٌ أرسى مبادئها
في القلب والروح والإحساس والعصب

بيتُ الخلافة مَأواها ومَنبتها
هو العلو رفيع الجاه والرُتب

والأم (سلسلُ) في الجوزاء مَسكنها
واسأل مَراجعنا عن قومها النجُب

وأهلها الشمّ مَن في الفضل يسبقهم؟
ومن يُسابقهم في البأس والغلب؟

زُبيدُ نلتِ مِن الإباء ذِروته
يا ربّة العطفِ والإكرام والحَدَب

أنتِ التواضعُ في أسمى مَدارجه
تواضعٌ قد نأى عن حالكِ الرّيَب

رحِمتِ أهل ذوي الحاجات قاطبة
فزايلتْهم حُزونُ الضنكِ والوَدَب

ولليتامى إذا رأوك دندنة
لأن بَذلكِ أنجاهم مِن الكُرَب

وللأرامل إمّا زرتِ مَكرُمة
لكي تزول بها غوائلُ الحَزب

تحاربين لهيبَ الجوع واثقة
وتدحضين عذاب الفقر في دأب

وتنشُرين الهُدى ، يا سعدَ مُحسنةٍ
تسعى لنشر التقى والخير والأرب

يا نبتة - في سماء المَكرُمات - نمتْ
ومَن تأملها أفضى إلى العَجَب

ليس النبات الذي تعطيه تربتهُ
مثلَ النبات نشا في القحط والجدب

هو المليكُ له - في الخلق - سُنته
شتان شتان بين الشيح والعنب

© 2024 - موقع الشعر