استعطاف فوق الوصف! (بين زبيدة والمأمون) - أحمد علي سليمان

ألا إنني أهدي إليكَ تحيتي
وأعرضُ ما عندي وأشرحُ قِصتي

وشكوايَ بعد الله أرفعُها إلى
هُمامٍ يُواسيني يُحققُ مُنيتي

ألا إنه حقاً تسامى اعتزازهُ
فأمسى أبياً بافتخار وعِزة

وبالمجد وافانا وغطى ديارنا
فقد خصّه المولى بأركان دولة!

رعى الله أوطاناً حَكمتَ ربوعَها
ووفقك المولى لنصر الشريعة

أعرني سماعاً تستمي فيه قصتي
فإني افتقدتُ اليومَ أهلاً لنصرتي

ألا يا وليَ الأمر فينا وردْأنا
تفضّلْ على ثكلى استعانتْ بمُخبت

تبثك نجواها ، وتُزجي احترامَها
وإنك يا (مأمونُ) صاحبُ نخوة!

تذكرْ عظيمَ القدر لو كان بيننا
لجلى غِشاواتٍ تُبيّن حُجّتي!

حباني مِن المجد التليد أصوله
وضحّى كثيراً كي يرى نورَ هيبتي

وعلمني أنْ لا أعيش ذليلة
ومَن كان يقوى أن يسبّب ذلتي؟!

وهل مَلِكُ الدنيا يُهَتّك عِرضُه؟
ومَن ذا الذي يُزري بجاهِ (زبيدة)؟

وهل كان مثلي يُستهان برأيها؟
ومَن ذا الذي يقوى على ردّ كِلمتي؟!

وهل كان مثلي تُستباحُ رخيصة؟
ومَن ذا الذي يغتال في الناس بسمتي؟

لذاقوا جميعاً مِن لظى الشر حِصّة
ومِن كيد أنثى حِصة بعد حصة!

فإن لم أكنْ أمّاً لأزكى خليفةٍ
فزوجُ أب لي واجبي بعد حُرمتي!

وإلا فإني من رعيتك التي
ستُسألُ عنها يوم بعثٍ وحسرة

سلامٌ - من المولى - عليك ورحمة
وأجعلُ هذا فصلَ قولي وخِتمتي!

© 2024 - موقع الشعر