بطولة فوق الوصف! (شجاعة ابن الزبير) - أحمد علي سليمان

ماذا أقول؟ وما يفيدُ كلامي
في (ابن الزبير) وعِزه المتسامي؟

أمداحُنا تُزري بليثٍ ضيغمٍ
والوصفُ فوق تكلف الأقلام

وثناؤنا ذمٌ له ولشأنه
إذ إنه عَلمٌ من الأعلام

يا ابن الزبير تحية أولاكها
مستعصمٌ بالله والإسلام

هو صاغها شعراً يفيضُ محبة
ويشع عطرَ مودةٍ ووئام

لمُجاهدٍ بنضاله اختصر المدى
ليسود دينُ الواحدِ العلام

لم يخش في مولاه لوْمة لائم
إذ قام بالتوحيد خيرَ قيام

كم ذادَ عن هَدْي الحنيفة حسبة
كيلا تسود عِبادة الأصنام

كم صد أعداءً تفاقم شرهم
ورماهمُ مِن جُعبةٍ بسهام

وأذلّ فيلقهم بسيفٍ قاصلٍ
ولكم تُباد فيالقٌ بحُسام

مازال يُصليهم بدون هوادةٍ
بسعير بأس مُفجع وضِرام

حتى استباح خيامَهم وسلاحَهم
والجُندَ مِن عُرب ومِن أعجام

وغدا إلى (جرجير) يستبقُ الخطا
ليحز رأسَ الكفر بالصمصام

وليحمل الرأس التي كم أسرفتْ
وتمرّستْ في البغي والإجرام

وبها يطوفُ بلا اكتراثٍ شامتاً
ومُعرّضاً بعزيمة الأقوام

والبربر اعتبروا بما هم عاينوا
في مشهد الذبح الرعيب الدامي

ورأوْا بأعيُنهم بطولة فارس
مستبسِل - في الحرب - كالضرغام

فتمزقوا - في التو - كلّ مُمزق
والبعضُ أبدى لهجة استسلام

وأسألْ (سبيطلة) عن النصر الذي
هو بائنُ الأهدافِ والآضام

واللهُ مَنّ بفتح إفريقيةٍ
بوركت يا ذا الفضل والإكرام

وابن الزبير يبيع صادق خبْره
بالنصر والألفاظ كالأنغام

وأبوه أنصت ذاهلاً متعجباً
أن ابنه يُدلي بخير كلام

وحداثة السن استحالت دُربة
يهديه ما يكفي مِن الإلهام

وكأنه (الصديقُ) يُلقي خطبة
قيلتْ - على عجل - بغير مَقام

© 2024 - موقع الشعر