لعبتْ بالنار فاحترقتْ - أحمد علي سليمان

تهب على الباغي رياحُ المَصائبِ
وتسحقه - فرداً - سهامُ المعائبِ

ومِن لهوه بالنار يوماً تجرّه
لأشقى البلايا ، بل وأعتى النوائب

وكم أحرقتْ دُوراً أراجيفُ أهلها
إلى أن تلاشت بالظنون الكواذب

وكم دمرتْ خلقاً أباطيلُ مفلس
وكم شردتْ قوماً شرور مذاهب

وكم كبلتْ حقاً أحاجي مخرفٍ
تتابعه - في السوء - أخزى العصائب

وكم صفقتْ للشر أيدٍ كليلة
وأصحابها ذاقوا أليم العواقب

وكم صرحتْ بالفسق ألسنُ مَن بغوْا
وكم أحدثتْ من ترّهات الشوائب

وكم جاهرتْ بالزيف ألبابُ مَن غوَوْا
وأغراهمُ التقديرُ قبلَ التجارب

ومَن تحتفلْ بالعهر تُحرقْ بناره
وحتماً ستبلي بالشقا والمصائب

ومازال أهل الكفر في كل موقع
يُزكّون - فينا - سيئاتِ الرغائب

وتلفازهم وكرٌ لكل رذيلةٍ
وسائلْ عن الفحشاء خيط العناكب

وأطباقهم فوق السطوح شواهدٌ
وكم أشغلتْ عن كل فرض وواجب

وكم ضعيتْ بالموبقات مروءة
وجاءت على الدنيا بأنكى العجائب

ومَن قاطعَ الضلال لاقي نجاته
ولم يتخبط في دروب الغياهب

وكان جديراً بالحياة كريمة
وعاش بقلب ثابت العزم تائب

مشاعره قد زينتها صلاته
وهذي أحاسيسُ الفتى كالكواكب

وما استويا عبدٌ يراقب ربه
وعبدٌ غفا ، لمّا يكن بالمراقب

وشتان بين الدُور والذكرُ نورها
وأخرى بأطباق الهوى كالزرائب

ألاعيب هُودٍ - في الديار - تعددتْ
وأبياتنا أمست لهم كالملاعب

فيا رب بصرْنا بأعداء ديننا
وأنقذ قرانا من فعال الثعالب

© 2024 - موقع الشعر