فاحترقتِ الضحية! (مأساة لطيفة) - أحمد علي سليمان

كم فجعتِ مِن قلوب يا لطيفة
واستجارتْ منك أعراضٌ شريفةُ

كم صدمتِ مِن نفوس لم تؤمّلْ
منكِ إلا ذكرياتٍ مُستنيفة

أنتِ - بالغيبة - حَطمتِ الولايا
منكِ لم تسلمْ - من البلوى - عفيفة

أنتِ - بالإيقاع - دمّرتِ البرايا
هل غدا الإيقاع شُغلاً أو وظيفة؟

لمَ تحتالين - بين الناس - دوماً
وبألفاظٍ تُدَوّي كالقذيفة

لم يكنْ لاسمك من معناه حظٌ
لم يجدكِ الناسُ فُضلى أو لطيفة

فقلاكِ الكل لمّا صرتِ عِبئاً
ما له حلٌّ سوى سُكنى تنوفة

وصُلِيت النار في سر وجهر
والإصاباتُ - من الحَرق - طفيفة

وشِماتُ الناس أمسى لا يُبارى
بعباراتٍ لها فحوى سخيفة

ولبعض العَذل رناتٌ وصوتٌ
بلحون بل وأنغام ظريفة

وحدكِ اليومَ تلوكِين الرزايا
لا تقولي: خففوا ، إني ضعيفة

وحدكِ اليومَ تذوقين البلايا
وتجوبين السراديب المُخيفة

وحدكِ اليوم تعُبين المنايا
والعَذاباتُ - على الدرب - كثيفة

إيه يا (لَطوفُ) توبي من قريب
إنما التوبةُ تسمو بالحنيفة

© 2024 - موقع الشعر