لعبتْ بالنار مرة واحدة - أحمد علي سليمان

لماذا طرقتِ الدروبَ الردية؟
أأغراكِ ما تصنعُ الجاهلية؟

لماذا لعبتِ بنار الشقا
فأحرَقتِ النارُ أشقى ضحية؟

وبعدُ تلظيتِ في وُهْجها
بلا نخوةٍ ، بل ولا أريحية

وأرهفتِ سمعكِ للمشتهي
ومَن جرّ رِجْلك نحو الخطية

ومَن - في الظلام - رمى طعمهُ
وصادكِ مِن كُوّة المَشربية

وسعّر - بالحب - نار الجوى
وجرّعّك الوغدُ كأسَ المنية

فهل كان (قيساً) صريع الهوى
وكنتِ - لأهوائه - العامرية؟

وأشهرَ سيفَ الغرام الذي
غدوتِ له - في البرايا - سَبية

وأهداكِ ألفاظه غضة
وحيناً تُحرّق مثل الشظية

وساق – لكِ - العشقَ مستعطراً
بأنغامه الغضة اللؤلؤية

وذرّ المواعيد في هاتفٍ
وكلٌ له - في التلاقي - هّدية

ولمّا يشحّ على غادةٍ
تُجيبُ الندا ، وتردّ التحية

وغامرَ حتى تكوني له
بمنظومةٍ فجةٍ بربرية

فهل يا ترى إن تكوني لهُ
فهل تهجرين الدروبَ الردية؟

© 2024 - موقع الشعر