لتبيننه للناس وكفى يا أخية - أحمد علي سليمان

قولي لمن خان العهود: كفى وعُدْ
بيني وبينك يحكمُ الفرد الصمدْ

أنا لم أبعْ خِلي ، ولم أكُ ظالماً
فلما التمادي في متاهات الجحَد؟

أحسنتُ ظني ، واشتريتُ تعففي
ودنوتُ ممن عن فؤادي يبتعد

ظهرَ الجميعُ على حساب صغارنا
شربوا الفرات ، وعللونا بالزبد

نقِلوا مِن العوز الشديد يُذِلهم
ذلاً إلى سَعة التطاول والعُدد

ومكانة في الأرض بين عبيدها
بئس المكانة والعلائقُ والعُبُد

بالأمس كادوا ، ثم خاب نكالهم
واليومَ كيدٌ للتحدي يستعد

جعلوا جزا الإحسان تدمير الألى
جعلوا لهم شأناً يُصارعه الحسد

قولي لهم: دأبي الوفاءُ بعهدنا
مهما طغى غيري ، وكابرَ واستبد

أنا لم أزل أرعى المودة والإخا
وبرغم مَن يهجو الوفاءَ ، وينتقد

قولي: لِفعل الخير أجرٌ وافرٌ
في جنة الرحمن مولانا الأحد

ولكِ الخيار إذا أردتِ جوارنا
وإذا أردتِ لنا الفراق إلى الأبد

وأراكِ منهم ، غيرَ أني واثقٌ
مِن أن مثلك ليس تخلفُ ما تعد

وغداً ترين عِقابهم ومصيرهم
أواه من هول الدغاول يوم غد

© 2024 - موقع الشعر