لا يلعبن بك الأمل - أحمد علي سليمان

يا قلبُ ويحك ، لا تسرفْ ، لك اللهُ
إن الرقيب على أعمالنا اللهُ

أحسنْ ، فإن سِني العمر قد ذهبتْ
هذي ذنوبُك يُحصي عدّها الله

فأصلح القول والأعمال محتسباً
إن الذي يرزق التقوى هو الله

إما عصيت فتبْ ، فاللهُ مطلعٌ
وإن ظلمت فرددْ: حسبيَ الله

وإن مررت على قوم بهم سفهٌ
فاحمدْ إلهك ، قل: نجانيَ الله

وإن حللت على من أعرضوا وطغوا
فادعُ المليك ، وقل: أعاذنا الله

وإنْ هممت بأن تسعى لمعصيةٍ
فاذكر عقوبتها ، والصارفُ الله

وإن أكلت حقوق الناس رُدّ لهم
ما قد أكلت ، وقل: يُعِيننا الله

وإنْ أصابك مكروهٌ ، فكن جبلاً
من التصبّر ، إن الكاشف الله

لا تلعبنّ بك الآمالُ يانعة
كم من مسوّف توب ردّه الله

فإن صلحت أيا قلبي فقد صلحتْ
بك الجوارحُ ، والهادي هو الله

وإن فسدت فقد ضاعت جوارحنا
ومِن فسادك ينْجي حالنا الله

نعوذ بالله مِن آلام غفلتنا
فمنقذ النفس - من إفراطها - الله

كذاك نسأله حُسناً لخاتمةٍ
إن الذي يمنح الحُسنى هو الله

وصَل رب على المبعوث سيدنا
ومَن أطاع له ، ومَن هدى الله

© 2024 - موقع الشعر