كانت دعوتك اختباراً - أحمد علي سليمان

حنانيكِ إن ابنيكِ ضاقا بخادمي
ولم يفقها قولي لضيق العزائمِ

ولم يفطنا للأمر أرجوه عاجلاً
ولا ينقذان الأهلَ وقت الأوازم

سفيهان إن حَلا بقوم وضيعة
وليثان إن حان التهامُ المطاعم

وناصحتُ ما انصاعا لنصحي ودُربتي
ووجّهتُ للتقوى وخير المكارم

ووصيتُ بالخير الذي هو ديدني
وضاعفتُ مَجهودي لأرجى العظائم

فلم يفعلا شيئاً أتى في وصِيّتي
فعدتُ وقلبي غارقٌ في الهماهم

وكيف يحوز المجدَ غافٍ وغافلٌ؟
وهل تدرَكُ العليا بغير الملاحم؟

وهل يبلغ الطفلُ المُدلل عِزة؟
ألا فاقرئي إن شئتِ بعضَ التراجُم

وقومي بما يُمليه دينٌ ومبدأ
وربّي على نهج أصيل المعالم

ولا تعتبي ، إن العتابَ متاهة
ولا تنكئي جُرحاً عتيّ المآزم

ولا تطلقي سهماً من اللوم صائباً
فما كنتُ سمّاعاً ، ولستُ بظالم

وما ابنُ أخي أغلى على النفس منهما
وما كنت خرّاصاً ، ولستُ بواهم

تربّى على الأخلاق حتى استساغها
ويحمي الحِمى يا زوجتي بالصوارم

وينقذ ملهوفاً ، ويُؤوي مشرّداً
وليس بخدّاع ، وليس بغاشم

وآنستُ فيه الرشدَ طبعاً وطابعاً
ورُشدُ الفتى في الناس أسمى المغانم

وكنتُ ادخرتُ الليث للحرب ، إنما
تقودُ حروبَ القوم أقوى الضياغم

فرِقي وصُوني الودّ بيني وبينكم
فما اللومُ - عن صدق الكلام - بعاصم

© 2024 - موقع الشعر