قد عرفتُ الطريق - أحمد علي سليمان

ألا قد كفاكم تُرَّهات وجعجعة
فلستُ أرى - فيما تقولون - منفعة

(أشِقاءُ) هذي في البطاقات دُوّنتْ
ولكن مثلي ليس - في القوم - إمعة

أناصحُ لو تدرون معنى نصيحتي
لعشنا جميعاً في رخاءٍ ، وفي دَعة

ولم أدّخر نصحاً يُصفي نفوسنا
فقال فريقٌ: يملأ الدار قعقعة

وقال فريقٌ: دربُه لا تروقنا
وإن ساق أشقانا البراهينَ مقنعة

وقال فريقٌ: يؤثر الحق منهجاً
وهذا الذي أغرى به ، ثم ضيَّعه

وقال فريقٌ: لو سمعنا كلامه
لضِعنا ، ومَن يقوى على الذل والضعة؟

وقال فريقٌ: ليس يَرضى بحالنا
لنا أدؤرٌ شِيدتْ ، وللشهم صومعة

ولا ، والذي لم يخلق الخلق غيره
أراكم أصبتم كل زور وجعجعة

ألا إنني أبصرتُ دربي وغايتي
ونفسي لهذا الحق - والله - طيّعة

فلا تحسبوني فاقد الحس مثلكم
ألوكُ خواري إن بُليت بمعمعة

وليس شجاع القوم مثلَ جبانهم
كما أن ليث الغاب ليس كضفدعة

ألا إنني أدركتُ رشدي ومأملي
فخلوا سبيلي ، إنني اليوم في سعة

وما أنا منكم ، فاعلموها صراحة
وقلبي قلا ممن أهانوه أربعة

© 2024 - موقع الشعر