عرفتُ الطريق إلى عالم الوهم - أحمد علي سليمان

أين السرورُ الجمّ والمَرحُ؟
أين الحبورُ الحلو والفرَحُ؟

أين الذي قد كنتُ آمله؟
أين انشراحُ النفس والمُلح؟

أين الأمانيُّ التي ذهبتْ
حتى اعتراني الضنكُ والترح؟

وهْمٌ دهاني ، ثم سربلني
ثم انبرى يؤذي ، ويكتسح

قالوا: تريث. قلت: أخطِبها
إي ، ربما الأحوال تنصلح

يا ليتني ما زرتُ أسرتها
هل صاحبُ الأهواء يَنتصح؟

لمّا تكن في مستوى قِيمي
يوماً ، وإن الأمر متضح

لكنما الأقدار غالبة
مني الرضا ، والقلب منشرح

كم جرعتْني مِن أسى ألمي
حتى غدوتُ - اليوم – أفتضح

وتذِمّني - في الناس - عائبة
وأنا الذي قد كنتُ أمتدَح

وتسبني دَوماً ، وتلعنني
وعلى الأذى أمسي ، وأصطبح

هذا طريق الوهم أسلكه
وحليلتي - في أمّه - شبح

والصبر كهفٌ أستلذّ به
وأراه – رغم الضيق - ينفسح

يا رب ثبتني ، وخذ بيدي
حتى يعودَ السعدُ والمرح

© 2024 - موقع الشعر