مسافرة إلى عالم الوهم - أحمد علي سليمان

ماذا يُخبئ - للحليلة - القدرُ؟
وما جزاء الألى - مِن زوجها - ثأروا؟

مَن خببوها على مَن كان أكرمَها
ودمّروها ، فبئسَ الأهلُ والبَشر

كم أفسدوا - بالتجني - ذات بينِهما
وفي زوابع ما قد أحدثوا استتروا

واستعبدوا الزوجَ في سر وفي علن
وأهدروا حقه - عمداً - بما مكروا

وشرّدوه لكي يرتاح أشيبُهم
وشوّهوا صِيته ، وقدرَه احتقروا

فجدّ في وعظهم والنصح محتسباً
فلم يكن لهمُ - في الوعظ - مُزدجر

واستعظموا منه توبيخاً يُقرِّعُهم
واستهجنوا قوله جهراً ، وما اعتبروا

وزوّجوها من الغنيِّ أثقلها
بالمال ضاعفه الحثالة الغجر

حتى اشترى سِلعة في السوق قد عُرضتْ
عرضَ الرقيق – به - النخاسُ يَتجر

وسافرتْ - لسراب الوهم - تحسَبُه
عيشاً يبَش لها شوقاً ، ويَبتشر

فخاب ظن التي باعت تبعلها
بخساً ، فتلك - إلى التقدير - تفتقر

وفي مُهاجَرها غصّتْ بشِقوتها
وباء - بالخيبة الذريعة - السفر

إذ أصبح الوهم مأواها وموعدَها
وكيف هذي - على الأوهامِ - تنتصر؟

لو تصْدق الناس قالت: كنتُ مخطئة
وقد أزال هنائي الكِبْرُ والبَطر

ظلمتُ زوجاً ألا ما كان أطيبَه
وحاسبَ الله من - بهِ وبي - غدروا

© 2024 - موقع الشعر