إلى مسافرة - فاروق جويدة

و أظل وحدي أخنق الأشواق
 
في صدري فينقذها الحنين..
 
و هناك آلاف من الأميال تفصل بيننا
 
و هناك أقدار أرادت أن تفرق شملنا
 
ثم انتهى.. ما بيننا
 
و بقيت وحدي
 
أجمع الذكرى خيوطا واهية
 
و رأيت أيامي تضيع
 
و لست أعرف ما هيه
 
و تركت يا دنياي جرحا لن تداويه السنين
 
فطويت بالأعماق قلبا كان ينبض.. بالحنين
 
* * *
 
لو كنت أعلم أنني
 
سأذوب شوقا.. و ألم
 
لو كنت أعلم أنني
 
سأصير شيئا من عدم
 
لبقيت وحدي
 
أنشد الأشعار في دنيا.. بعيدة
 
و جعلت بيتك واحة
 
أرتاح فيها.. كل عام
 
و أتيت بيتك زائرا
 
كالناس يكفيني السلام..
 
* * *
 
ما كنت أدرك أنني
 
سأصير روحا حائرة
 
في القلب أحزان..
 
و في جسمي جراح غائرة
 
و تسافرين..
 
لا شيء بعدك يملأ القلب الحزين
 
لا حب بعدك. لا اشتياقا لا حنين..
 
فلقد غدوت اليوم عبدا للسنين
 
تنساب أيامي و تنزف كالدماء
 
و تضيع شيئا.. بعد شيء كالضياء..
 
و هناك في قلبي بقايا من وفاء
 
و تسافرين
 
و أنت كل الناس عندي و الرجاء..
 
قولي لمن سيجيء بعدي
 
هكذا كان القضاء
 
قدر أراد لنا اللقاء
 
ثم انتهى ما بيننا
 
و بقيت وحدي للشقاء
© 2024 - موقع الشعر