قبلة بحقها! (ابن حذافة السهمي) - أحمد علي سليمان

الحقُ ينصرُه الشمُ الأجاويدُ
والدينُ يظهرُه الرئبالة الصِيدُ

وللمبادئ والأخلاق كوكبة
مِن الكِرام لهم - في نصحهم - جُود

وللفضائل أفذاذ تعززها
وليس يَصرفهم عنها الرعاديد

والصدقُ مُنتصرٌ يزهو بصولته
والزيفُ - مهما اكتسى بالحق - موؤود

وبالأباطيل يودي مَن يُعَظمها
والخسْرُ رِقٌ - على الضُلال - معهود

وللأضاليل أقوامٌ تتيهُ بها
وسعيُهم في الورى - بالضنك - منكود

وما استوت قِيمٌ تحيا – لها - أممٌ
وهم بها - في الدُنا - شمٌ أجاويد

وحزمة مِن ردئ الفكر بائدة
يحيا - لها وبها - عِيرٌ جَلاميد

يا قيصرَ الروم خذها دون مَرحمةٍ
مِن فارس لم يُؤثر فيه تهديد

مشروطة مِن فم (السهمي) واعدة
أولاكَها رجلٌ - في الصِيد - معدود

ألفيتَ حجته - في الحق - ثابتة
وبأسُها - في مدى التنظير - مرصود

ولا تزلزلها السيوفُ مُشهرَة
ولا يشوّهُها رأيٌ وتفنيد

ولا يُغيّرُها إغراءُ مَن زعموا
أن الأشاوس - للدنيا – عبابيد

وابن (الحذافة) لم يَكسرْ تعففه
أن توّجت - بالكلابيب - الأخاديد

هو الحديدُ تزيدُ النارُ نضرته
كما يزيدُ سنا الإسلام توحيد

فانظر إلى ثِقل الإيمان آزره
فلم يُمِله بما أغريت تعميد

كلا ، وما جنحتْ نفسٌ لمَنقصةٍ
ولم يَهُدّ قوى (السهمي) تهويد

بل استقام على صراط خالقه
إن الصمود - أمام الكفر - محمود

فعاد منتصراً ، والجُندُ في أثر
وللمغاوير - بالبشرى - تغاريد

ماذا هنالك مِن سَعدٍ ومِن فرح
حتى يُبشّرَ - بالأفراح - غِريد

عادت جحافلُ قد كانت مُكبلة
وليس يهوي - لدى الأسر - الصناديد

يا ليت شعري وللفاروق دندنة
في خير يوم أتى ، كأنه العيد

وقبّل الرأسَ مزهواً بفعلته
إن الجميل - ببذل الخير - مردود

والكل تابعه بلا مراجعةٍ
والاعترافُ - بفضل الناس - منشود

بحقها قبلة ، ما كان أجملها
قِوامُها مِدَحٌ تترى وتمجيد

إذ يستحق بها (السهميّ) مِدحته
وللخليفة – بالأمداح - تأييد

وقبّل الناسُ رأسَ الشهم تكرمة
وأسعدتْه أهازيجٌ وتقصيد

فمَن يُباريه في عِز وفي شرفٍ؟
إن المدائحَ - للأمجاد - توطيد

© 2024 - موقع الشعر