فرح في زمن الأحزان - أحمد علي سليمان

سنواتٌ في القلب تحمل نعشا
نقشتْ في النفس العواديَ نقشا

لا أسب الدهر الجميل ، ولكنْ
أنبشُ التاريخ المُعانيَ نبشاً

فسِنيُّ العمر البريئة وَسْنى
وعليها مِن كل عطر مُوَشّى

في ثمان قضّيتها في عذاب
كنتُ فيها لمن يُذبّح كبشا

كنتُ فيها ضحية تتمنى
في ارتزاق الخلق الكثيرة عيشا

ورأيتُ الأوغادَ ما أمهلوها
كل وغدٍ بين الأناسي رُقشا

ودماها في كل وادٍ أريقتْ
والمنايا تُهدي الطواغيتَ نعشا

وسُيوفُ الأصحاب في القلب غاصتْ
كان كلٌ عند الفريسة وحشا

أجمعوا كيداً ، ثم جاؤوا جهاراً
وخِداع الأصحاب كان مُغشا

لم أكن أدلي في المَهاوي بدلو
ثم هاماتِ المجد قد كنت أغشى

لم أكن فيمن غشني أتشفى
كان هذا عندي نفاقاً وغِشاً

فرحة أن ألقى دماءً قلتني
وعلى قلبي حزنها يتعشى

فرحة رغم الدمع زارت فؤادي!
وفؤادي قد هش منها وبشا

وتغنى في غبطةٍ وسرور
وبنى في زاهي اليواقيت عرشا

وله في داجي الكروب انطلاق
والأماني تبني قِلاعاً وعُشا

جعلتْ من كل المَرار نعيماً
والمعالي أضحت غِطاء وفرشا

صوتها في ظل المَشيب جهيرٌ
بعد أن كان المُكفهر الأجشا

وصداها في مسمعي يتهادى
ينشد الخير المستفيض الأبشا

إن هذا يا قلب منك لطيفٌ
وثمارُ التقوى ستأتيك جيشا

نحن أرخصنا في هُدانا دِمانا
وسِوانا يا قلب يعبد قرشا

فاطرح الأحزان يا قلب أرضاً
مبصرٌ أنت ، والذي ضلّ أعشى

راشدٌ أنت يا فؤادي ، وشهمٌ
وسِواكا عانى انكساراً وطيشا

فامتثلْ هَديَ الله ، إنك مَاض
لا تكنْ ثعباناً يؤزّ وقِرشا

© 2024 - موقع الشعر