غمائم المجهول - أحمد علي سليمان

غمائمُ ظللتْ فحوى سؤالي
وما فتئتْ تحطم في المُحال

وصخرة عزمتي في الكرب لهفي
ولا أدرى شهودي من خيالي

رماحُ القهر في الدنيا صحابي
ويكوي الغيمُ أفئدة الرجال

طموحاتي يُعذبها ثباتي
وأشعاري يُعرقلها احتمالي

وآمالي تئنّ لمَا ألاقي
وأحلامي تخاف دجى النزال

وأحوالي يعذبها نحيبي
وخان الصحب ، فازداد ابتذالي

أسائل في يقين الصبر شعري
فيسقط في سراديب السؤال

وأرمي في ثرى المجهول رمحي
فأغرق في أباطيل الجدال

ألا يا نفس كُفي ، واشتريني
من التلويع ، والداء العضال

علام الحزن؟ إنا في ضياع
وتقمعنا دجاجلة الضلال

ونقضي العمر في الآهات أسرى
ويكبحُ عزمَنا صوتُ الهزال

ويُردينا اللهيب ، ونحن صرعى
وتصفعُنا الكوارثُ في دلال

وتجرحُنا المآسي دون عطفٍ
ويقتلنا الأسى دون انفعال

ويأسرنا العذابُ ، ولا خليلٌ
يُخفّف من بلاوينا الثقال

ألا يا أيها المجهول ، رفقاً
فشمسُ العمر أضحت في زوال

ونصفُ العمر ولى ، لم يُعقبْ
وآلام الجوى مثلُ الجبال

غمائمُك الكثيفة فوق رأسي
وحتى عن يميني والشمال

تكبلني ، وتطفيء نور دربي
وتبذر فيه أفعال العِيال

وتزدحم الهواجسُ خلف ظلي
فأركلها ، وألقمها نبالي

ولكنْ يغلب المجهول بأسي
فألقي نظرتي تحت الرمال

وأثبت للورى أني ضعيفٌ
أسيف الصوت يغلبني مَلالي

وما بالقلب من وهْن ، ولكنْ
تعاني الروح في طلب المعالي

وتنشد في الدنا خِلاً أميناً
يحب الحق ، يبذل ، لا يبالي

ويخشى الله ، لا يخشى سواه
عزيز النفس ، يصدع ، لا يُمالي

يزيل (غمائم المجهول) قسراً
ويزرعُ خلفها سُحُب الوصال

لتمطر فوق داري غيث حُب
وتنسفُ وحشة خطرتْ ببالي

© 2024 - موقع الشعر