غمائم الفاشلين - أحمد علي سليمان

غَمائِمَ الضَّنْكِ إن الخاطرَ اختَنَقَا
والموبقاتِ غدتْ للجِيِل مُنْطَلقَا

والفاشلون فريقٌ سَادِرٌ أبدًا
في غيِّهِ ، وإلى دربِ الشقا سَبَقَا

أواه كم تذبحُ الفؤادَ كبوتُه
وهْوَ الذي بِرُؤى أعَدَائِه وثِقَا

أليس يُبْصرُ ما في الدرب من كدر
كي يستبينَ إلى رَشَادِه الطُرَقَا؟

إن الغمائم كالحِراب تطعنه
وليس يَدْحرُها إلا إذا صَدَقَا

يا أيُّها الجيل فكِّرْ في دَغَاولِنا
فالهزلُ بَدّد مجدًا غاب مُنْسَحِقَا

وامهد لنفسكَ ، إنَّ الفتنة اشتعلتْ
وأغلبُ الناس في جحيمها غَرَقَا

وودِّع الفشل الذريع ، أنتَ به
تلوكُ رَدْغته بما حوتْ نَزَقا

وجمِّلِ النفسَ بالأخلاقِ ترفعُها
إن السقوط إذا قاومتَهُ احترقا

والعمرُ مَرَّ مع السفول مرتحلاً
وسيفُ همتِهِ من الخَنَا انشرقا

فاز المُجِدّون ، والأوباشُ كم فشِلوا
والجِدُّ يُهدي الورى مستقبلاً عَبقَا

والقبر يرقبُ ما تأتيه من عملٍ
كم في غياهِبِهِ من غبطةٍ وشقا

فاعملْ ليومٍ قيامُ الناسِ مَوْعدُهُ
من مات مهتديًا يحيا ، ومَن نفقا

يُحييهمُ الله للحساب أجمعهم
مَن استقام ومَن في غيه انطلقا

هُمَا فَريقَان في الجنَّات أَوَّلُهُم
وآخرٌ بسَعِيرِ النَّارِ قَدْ حُرِقَا

© 2024 - موقع الشعر