أسطورة الفاشلين! - أحمد علي سليمان

يا صاح أغراك السكونْ
وطواكَ مزلقكَ الدفينْ

والعشقُ شجّكَ ، والجوى
وأذلك الوهمُ الخؤون

وأدرت دولاب الهوى
فرأيتَ أخلاط الدجون

ورأيت دَيْجور الأسى
يستأصل القلب الشجين

تعس العشيقُ ، وعشقه
كم كلف الروحَ الأنين

يا صاح ، مثلك في الورى
آلافُ آلافٍ تخون

كم قد نصحتك ، لم تطع
فشربتَ من سُم المَنون

هي لا تحبك ، فانسها
لا تستحق اسم الخدين

فيم التعلقُ بالردى؟
يا صاح ، دمّرك الحنين

رضعت حبيبتك الخنا
وتشع عيناها الفتون

وتسير في دنيا الفنا
تصطاد جيلك بالجفون

تختال في دنيا الهوى
وتسلط الرمش اللعين

وتعلمتْ فن الغوا
ية والتكسّر ، من سنين

هي لا تساوي منك أد
نى نظرةٍ ، تؤذي العيون

هل بعد أن باعتْ حيا
ء عفافها للنابحين

وتمرغتْ في الوحل ده
راً ، واعتلاها كل هُون

وتنازلتْ عن كل ع
ز في الدنا للعاشقين

وغدتْ - هنالك - سلعة
رمقاء للمتسكعين

هل بعد أن ركبتْ هوا
ها تشتريها يا غبين؟

تعس الغرام ، فكم له
من ضائع ، لا يستكين

حتى متى تغترُّ في
دنيا العشيقة والرنين؟

إنا نريدك للهُدى
بطلاً يُزيل أسى الشجون

فاندمْ على ما فات في
زمن الهوى ، ودع الظنون

لا تفتكر في العشق دع
ه وأهله ، ودع الجنون

بالعقل خصّك ربنا
فلم الترهّل ، والركون؟

© 2024 - موقع الشعر