غرفة الدروس! (بيت الحاج صبري) - أحمد علي سليمان

بهذي الغرفة احتفلتْ خُطايا
ونال بها تلامذتي رضايا

درسنا العلمَ مُؤتلقاً مفيداً
وحُب العلم من أزكى السجايا

وكم كانت لنا في كل درس
مواعظ ، أو نصائحُ ، أو حَكايا

وكم طرقتْ مسائلُ ناصعاتٌ
وكم تركتْ – بلا درس – قضايا

وكم عنتْ ل (مؤمنةٍ) أمورٌ
يَحارُ العقلُ فيها والطوايا

فناقشتُ الأمورَ بكل صِدق
مُناقشة سَبرْتُ بها الخفايا

ول (لشيماء) يا كم من سؤال
برئ ندّ عن حُسن النوايا

وكم طرَحتْ من الأفكار فاحت
عبيراً في الجوانب والزوايا

وكم ل (محمدٍ) عَبّدْتُ درباً
يُجنبه المَزالقَ والبلايا

وذللتُ العلومَ له احتساباً
وبينت العيوبَ مِن المزايا

ولقنتُ الحقائقَ دون خلطٍ
لأن الخلط يُوردُنا الخطايا

وفي (الغيداء) كم آنستُ رُشداً
يَزين حَياءَها بين الصبايا

تحاول أن يكون لها اجتهادٌ
وتعتبرُ الرسوبَ من الدنايا

رسمتُ لها – إلى التطوير - نهجاً
وتنجحُ إنْ هي اتبعت هُدايا

وفي (عبدِ اللطيف) رأيتُ نفسي
كَراءِ النفس في صافي المَرايا

ولكنْ هزله فاق احتمالي
كأن الهزلَ يسري في الخلايا

جعلتهمُ كأبنائي ، وأغلى
وذِعتُ خِصالهم بين البرايا

وأهديتُ القصيدَ لهم وفاء
فأكرمْ ، ثم أنعمْ بالهدايا

وإن تحية الشعراء شِعرٌ
وشِعري الغضّ من أحلى العطايا

ولم أبخلْ بعارفةٍ عليهم
وكم أسهمتُ في حل الشكايا

وكم حَذرْتهم مِن كل سوءٍ
أخافُ عليهمُ مُرّ الرزايا

وكم ناولتُ نصحي مُستعيناً
بآي الذكر تسكنُ في الحنايا

وكم أرسلتُ في السحَر ابتهالي
بأنْ لا يُرزقوا شر البلايا

وقاهم ربنا دَربَ المَخازي
وجنبهم وإيانا الخزايا

© 2024 - موقع الشعر