عين أنت المُنى - أحمد علي سليمان

يَا فَتَاتِي ، وأَنْتِ الفَرْحَةُ الخَجْلَى
أنتِ نُورٌ يُجلِّي بَسْمَتِي العَجْلى

أَنْتِ فِي وَجْهِ مَنْ يَهْواكِ أسرارٌ
أنتِ وَهْجُ السَّنَا فِي نِعْمَةٍ فُضْلَى

أَنْتِ فِي وَجْنَتِي اليُسرَى تَرانيمِي
أنتِ يَا عَيْنُ نورُ الفِكْرَةِ المُثْلَى

أَنْتِ سَيْفُ الهُدَى فِي حُجَّتِي دَوْمًا
أنت مَوْتُ العِدَا ، والطَّعْنَةُ النَجْلَى

عَيْنُ صَبْرًا ، فإنِّي فِي جراحَاتِي
والخطوبُ انجَلتْ ، والنَّوْبَةُ الحَجْلَى

مَا لَنَا فِي قَضَاءِ الله مِنْ قَوْلٍ
غير حمدٍ وصبرٍ ، دُونَما لَوْلا

كَمْ دَهَتْنِي خُطُوبٌ ، لمْ أكنْ آسَى
بلْ طرحتُ الأسى ، والقَلبُ كَمْ أَبْلَى

كَمْ طَحَنْتُ العَنَا ، والآلةُ التَّقوَى
كم صدمتُ اللظى والصَّبْرُ لي أحْلَى

كَمْ غَشَيْتُ الوَغَى ، ما كانَ لِي نِدٌّ
لي دروبُ العُلا ، لا الغابةُ السُّفْلَى

عَيْنُ أنتِ الصِّبَا ، والحُبُّ والمنجى
أنتِ كُلُّ المُنى ، قدْ كُنْتِ لِي أَهْلا

عَيْنُ لا تَجزعِي مِنْ نكبةٍ حَلَّتْ
جُرحُها في الحَشا أَرْدَىَ الفَتَى كَهْلا

خَبَّأ العَيْنَ إحسَاسِي بآلامي
سِرْتُ في حَيْرتي ، ما قُلْتِ لِي: مَهْلا

أَسْرَفَتْ في التَّمادِي آهتي الحَرَّى
قدْ علتْنِي ذُنوبي ، صِرْتُ فِي القَتْلَى

رَبِّ أدْرِكْ مُصَابِي ، إننِي عَبْدٌ
ثمَّ خطْبِي عَلاَنِي ، باتَ لِي خِلا

آهِ مِنْ خَيْبَةٍ تَسْتَهْدِفُ التَّقْوى
ربِّ فاجْبُر فؤادِي ، نَوِّرِ الخَجْلَى

© 2024 - موقع الشعر