عكرمة بن أبي جهل - أحمد علي سليمان

حَيّ البطولة والحِجا يا صاح
وتغن بالإطراء والأمداحِ

وافخرْ بعكرمةٍ ، وطرّز مجده
وابذله للكُتاب والشراح

هو من صِحاب (محمدٍ) ورجاله
هو مؤمنٌ بالواحد الفتاح

هو زايلَ الشرك الذي كم شانه
والآن يعبد هاديَ الأرواح

هو فارقَ الكفر الصُراح وذمّه
ومضى يوحّد فالقَ الإصباح

في نقلةٍ نوعيةٍ قدسيةٍ
تأوي إلى التمكين والإصلاح

واسأله يوم الفتح كيف شعورُه
في موكب أندى من الأفراح؟

وإذا ترى المغوار في (بدر) رمى
بحِرابه ونِباله ورماح

والسيف في يده يُؤدّب من طغى
واسأل دماء لطختْ بصِفاح

وهناك في (أحُدٍ) تشمّر زائداً
عن دينه في غدوةٍ ورَواح

والخندق احتفلتْ به فوق الثرى
مستبسلاً ومدججاً بسلاح

وإذا ترى المرتد يفرق واجماً
من خيل جيش آذنتْ بضباح

وعلى جواد النصر عكرمة الهدى
يغري العِدا متجملاً بوشاح

ولئن نسيتُ فلستُ أنسى حاله
قبل الهداية بين أهل الراح

وإذا بأم حكيم تطلب أمنه
والأمر مشتهر لدى الشراح

من أن خير الناس أمّن زوجها
فليحي في الدنيا طليق سراح

فأتى به المولى حنيفاً مسلماً
يحيا لنيل كرامةٍ وفلاح

وروى أحاديث النبي نصوصُها
في غاية الإتقان والإيضاح

وهناك في (اليرموك) قاتل مقبلاً
يُزري بكفر – في الديار - بواح

لكنهم طعنوه أشرس طعنهم
ورموه في بُحبوحة الأدواح

سبعين كانت غِيلة طعناتهم
ضاءت كمثل فراشة المصباح

واستشهد البطل الشجاع مجاهداً
فعليه رضوانٌ من الفتاح

© 2024 - موقع الشعر