عذراً صاحبة الدموع - أحمد علي سليمان

دَهِشْتُ لِعَيْنٍ تُحبُّ الدُّمُوعْ
وآهاتُها تَستجيشُ الوُلُوعْ

وإنَّ البُكَاءَ غَدا سَمْتَهَا
فواعجبًا مِنْ ظِلالِ الهُلُوع

وَلَكِنْ: أبَعْدَ النَّجَاح البُكا؟
لقدْ أحرقتْ وجْنَتَيَّ الدُّمُوع

دَهِشْتُ لأَمرِكِ ، يا مُقْلتي
أليسَ لفجر السَّنَا مِنْ طُلُوع؟

فَفِي الحُزن دمعٌ يَفُتُّ الحَشَا
وفي السَّعْد دَمْعٌ يَؤُزُّ الضُّلُوع

أَأُمسي على الدَّمْع ، كُلي جوىً
أَجِيْبي عَلَيَّ بغَيْرِ الخُضُوع؟

إَذا كُنْتِ بالدَّمْعِ مَحْبُورةً
على الرأسِ دمعُكِ بَلْ والجُزُوعْ

وإنَّا سُرِرْنَا بَعَوْد الضِّيَا
سُرورًا يَفوقُ سُرورَ الجُمُوعْ

هَنِيئًا لَكِ النُّورُ يا غادتِي
ومَرْحَى بغائبةٍ ، والرُّجُوعْ

يَمِينًا أَصُونُكِ مِنْ نظرةٍ
ومنْ عائنٍ مُسْتَرِيب النُّزُوعْ

وربُّ الوَرَى شَاهِدٌ نيتي
نَعَمْ للمَضَاءِ ، ولا للهُجُوعْ

فإنَّ المَضَاءَ غَدا دَيْدَنِي
سأُوقِد للعائداتِ الشموع

ولنْ أَسْتَكِينَ لِمَا نالنِي
وتَخبُو النجومُ ، ونَجْمِي سَطُوعْ

يُبدِّدُ كُلَّ ظَلامِ الكَرَى
ولي هِمَّةٌ كاندفاعِ السُّبُوعْ

بِخَيْرٍ أَراكِ ، أيَا مُقْلتي
وناصعة كانتعاشِ الرَّبِيعْ

وأنتِ بوجْهِ الفَتَى شَامَةٌ
وإنَّ مُصَابَكِ حَقًّاً مُرِيعْ

وَلَكِنْ قَضَاءُ المليكِ الذي
لهُ الخَلْقُ والأمْرُ ربِّي البَدِيعْ

© 2024 - موقع الشعر