ضحية الغرور - أحمد علي سليمان

رَفعوا عليك سماتِ نور العبقرية
فرأيت نفسكِ في سماء الألمعية

ومضيت في الدنيا كما البُهم الغوية
وسعيت نحو الموت يا هذا الضحية

لعبت بك الأوهام والأيدي الخفية
فهويت كالصفصاف مكبوت الطوية

فخدعتهم فوراً بدعوى سامرية
قلت: اصبروا حتى أرى هذي القضية

هم صدقوك لأنهم خشبٌ خوية
رفعوك فوق حقيقة النفس الغبية

لو كان عندهمُ الهُدى والمنطقية
أو كان عندهمُ اليواقيت الجلية

أو كان عندهمُ التحقق والروية
أو كان عندهمُ المصابيحُ السوية

ما مسهم زيفُ الأباطيل العتية
ولما اصطلوا جهراً بنيران الأذية

لكنهم ذهلوا بترياق المعية
وطغى الغرور كما رصاص البندقية

وسرى هشيم الوهم في الفطر النقية
ومضى دخان الغدر يذهب بالبقية

وجرى لهيبُ الغبن فوق الشاعرية
ثم ادعى المغرور بعض العاطفية

وتعلل المغمور في حب الشهية
أن الحياة تعفنت بالجاهلية

سكنت نضارتها السراديب الدعية
خادعت كل الخلق بالفتوى البهية

إن الذي يهذي بدرب اللولبية
ويطل من عليائه من مشربية

ويصافح الشيطان عبر النرجسية
حتام يسحقه لظى النفس الدنية

ويذوق من نار الغرور الفاعلية
ويُحطم المغرورَ ظل العسجدية

وتذيبه الأوهامُ تفقِده الهوية
ولسوف تذروه الملمات القوية

© 2024 - موقع الشعر