شؤم العقوق

لـ أحمد علي سليمان، ، في الهجاء، 0

شؤم العقوق - أحمد علي سليمان

دمعُها أمسى بالشقا مجدوحا
منذ ردّت رأياً صواباً رجيحا

واستبدتْ برأيها دون وعي
ثم ضنتْ بسرّها أن تبوحا

بعد أن عقت والداً لم يقصّرْ
بل حباها إحسانه الممدوحا

لم يُهنها ، بل كان براً لطيفاً
مستساغاً قلباً ونفساً وروحا

لم يُنِلها مِن التعنت شيئاً
بل سقاها التسهيل والتبريحا

لم يؤجّلْ توجيهها ذات يوم
بل أجاد الإرشاد والتصحيحا

لم يجاهرْ أمامها بالمعاصي
بل تزكّى ، إذ أكثر التسبيحا

لم يُذقها من الحرام فتاتاً
بل رأى للحرام وجهاً قبيحا

كيف هذي خانته في العِرض عمداً
لم تلمّح يوماً له تلميحا؟

عرّست طوعاً دون إذن ولي
قبحَ الفعل والصوى تقبيحا

إن هذا هو الزنا والتدني
يستحق أصحابه التجريحا

إن تردتْ طبيبة في المخازي
وارتضت - درباً تشتهيه - الفضوحا

ما الذي أبقت للتي لم تُعلّم؟
مَن تكيلُ - للعالمات - المديحا

ربة الطب زايلتكِ المعالي
إذ عدمتِ الرأيَ الصوابَ الصحيحا

ثم طلقتِ دون أدني احترام
عندما قاسيتِ البلا والقروحا

صدقينى إن قلتُ أنكِ بلها
تدّعين - بين الأنام - الطموحا

كيف خادعتِ النفس دون اكتراثٍ
إذ جنحتِ - للموبقات - جُنوحا؟

وانطلقتِ للهزل من غير قيدٍ
إذ نزحتِ - للجعظري - نزوحا

عِبرة أنتِ بين كل الصبايا
تلبسين ثوب التدسّي مُسُوحا

© 2024 - موقع الشعر