شجاعة إبراهيم صديقي - أحمد علي سليمان

صدّقتَ ألفاظ الكلام فِعالا
وأخفت بالصوت المَهيب رجالا

وزأرت كالأسد الهَصور مُغاضباً
لتصد قوماً – في العَدا - جُهّالا

لم يفقهوا أدب الحوار ولا الحيا
فحَوَى النقاشُ تكلفاً وخبالا

صالوا وجالوا دون أي قواعدٍ
فأتوْا مغالطة خبت وضلالا

هاجوا وماجوا دون أي مبرر
فأتوا خزعبلة تجرّ وبالا

وأنا أحاول أن أصد هجومهم
وأجنب المتصارعين نِزالا

هي لم تكن حرباً يهيجُ أوارها
هي لم تكن يا مغرضين قِتالا

بل فتنة أشعلتمُ نيرانها
وكبيرُكُم حمل اللواءَ ، وغالى

وتبعتموه كأنكم عُبدانه
فمنحتموه مهابة وجلالا

فكسرتُ أنف الجعظري مُقاطعاً
لمّا سألتُ – وقد أصاخ - سؤالا

فإذا به متلعثماً يهذي كمن
جعل الجواب تمحّكاً وهزالا

فأبنتُ جهلاً يعتريه مقنطراً
وهزمتُ فظاً أحمقاً مجهالا

فتميّزوا غيظاً ، وراهن جمعُهم
أنْ لا يكون مزمجراً مُحتالا

فإذا بأسئلةٍ تُحَيّرُ سامعاً
فأجبتُها حتى أفض مجالا

فتوعّدوني أنْ قهرتُ جميعهم
إن احتجاجيَ خيّب الآمالا

فتحلقوا حولي ككل ضحيةٍ
بين الضباع تواجه الأهوالا

فاحترتُ كيف أفر من هذا البلا
والجبنُ شرٌ منهجاً وفِعالا

لكنْ تجمهرُهم تعقب همتي
فرأيتُني برماحهم مغتالا

فإذا بإبراهيم يوهن كيدهم
مستصحباً في حربه سربالا

أرغى وأزبد مستهيناً بالغثا
وبما أعدوا ، ثم صال وجالا

قال: اعلموا أنْ ليس (أحمد) وحدهُ
يا مبطلون ، كفاكمُ استهبالا

وأنا الفداءُ له بكل صراحةٍ
وهْو الذي كم قدّم الأفضالا

أنا لستُ أسْلِمه لكم ولمكركم
أمسى الذي تتوقعون مُحالا

مَن مسّه فلسوف يلقى حتفه
أنا لستُ أضرب ها هنا أمثالا

هيا اذهبوا لرحالكم وشؤونكم
واستسمحوا أقوامكم والآلا

كفوا الأياديَ جُملة عن صاحبي
كيلا تُرى أفرادُكم أوصالا

فتفرقوا عني ، وعادوا القهقرى
- بعد انهزام الجمع – عود ثكالى

كلٌ تظاهرَ بالمَضا ، لكنه
عن درب (إبراهيم) حاد ومالا

لمّا رأوا بأساً يروحُ ويغتدي
لم يُصبحوا في صدّه أبطالا

يا ربِّ (إبراهيمُ) صان كرامتي
فارزقه منك كرامة ونوالا

مَن غير ربي يستجيبُ توسّلي
وتبتُلي سبحانه وتعالى؟

© 2024 - موقع الشعر