زفرة يرسمها القريض - أحمد علي سليمان

عصرٌ يموج بكل أصناف الردَى
وأراه يقتحم الخلائقَ والمَدَى

ويقدَم التضليل عذباً سائغاً
ليَضيع جُهدُ المصلحين به سُدى

يسعى على قدم لكل رذيلة
ويَمُدّ للإغواء - مشتهياً - يدا

والغِيدُ بيعتْ للزناة أوانساً
والخمرُ طابت للندامى مَوردا

وحلا التهتّكُ والتبذّل والخنا
والدعرُ في الأصقاع رَنانُ الصدى

وعبادةُ الأصنام عادت تجتني
أرجَ العقيدة من فؤادِ مَن اهتدى

وأنا أسائل مَن سيوقف زحفها؟
ومَن الذي يُنهي حساباتِ العِدا؟

والشعر يزفر في الديار مزمجراً
ويقول: إني للذي يجري الفِدا

يا أيها الجيل التقي افطنْ لمَا
أولاكه غربٌ تطاول ، واعتدى

حربٌ سُعارٌ ، لا تكن قربانها
واحملْ - إذا اشتد الوطيسُ - مُهندا

لا تنس قدوتكَ التي تزهو بها
أعني ختامَ المرسلين محمدا

واجهْ حياتك بالعقِيدة مُصْلحاً
حتى تعيش - بدين ربك - سيّدا

© 2024 - موقع الشعر