رويدك يا أنجشة - أحمد علي سليمان

إن الحُداءَ تجاربٌ وقوافي
ورسالة ميمونة الأهدافِ

وترنمٌ - بالشِعر - بسّامُ الصدى
يسعى - إلى الآذان - باستعطاف

متبختراً - كالزهر - فواح الشذى
يرنو إلى الأسماع في استظراف

يُشجي النفوس عطيرة أنسامُه
هو للتعِلة كالدواء الشافي

ويذود عن خُلق ، ويرفعُ قِيمة
وانظر حُداء السادة الأسلاف

تلقاه شِعراً طيباً بلغ الذرى
إذ ليس فيه شناعة الإسفاف

نِعمَ الحداءُ يردّ بعض مظالم
في عالم السُوآى والاستضعاف

أنا لستُ أعنى الشعر يشلحُ غادة
ويُعيرها مِن فاضح الأفواف

ومضى يقدِّم حُسنها للمشتهي
ويخصها برذائل الأوصاف

وكأنها - في الناس - أحقرُ سلعة
قد جُرّدتْ من سُؤدَدٍ وطِراف

وغدت تُباع وتُشترى بين المَلا
وكأن هذي غيرُ ذات عفاف

أنا لست أعني الشِعر قد لفظ الحيا
واهتمّ بالسيقان والأرداف

وسعى وراء الساقطات تزلفاً
ليصوّر البسماتِ باستخفاف

وانكبّ يلثم نعلَ كل رقيعةٍ
عشقاً ، وهل خيرٌ بشعر خِفاف؟

وجرى وراء الداعراتِ تولهاً
وغدا يُصافح - تارة - ويُصافي

وانساق في درب التحلل والهوى
عمداً ، وأرسل نظرة استلطاف

أنا لستُ أعني الشعر يكتبه الغثا
يصف الشعور سطتْ على الأكتاف

إن الذي أعنيه شعرٌ صادقٌ
فيه المروءة والجلالُ الضافي

شِعرٌ ينمِّي - في القلوب - إباءها
عن كل ما هو للرشاد مُجافي

شِعر يبصِّر بالنجابة والتقى
وعلى المروءة والوفاء يُكافي

شِعر يؤصّل للعدالة منهجاً
لتسُود روحُ العدل والإنصاف

شِعر من القرآن ينبعُ لفظه
من سورة (الشعراء) والأحقاف

شِعر عن الإسلام ذاد مجاهداً
ومندداً باللات بعد إساف

شعر على التقوى يعاهد مخلصاً
متعلقاً بالشرع لا الأعراف

شعر إذا مُسّتْ عقيدتنا رثى
وبكى الرشادَ بمدمع ذراف

يحدو به حادٍ ليؤنسَ سامعاً
ويزيد في الإمتاع والإتحاف

شِعر صفتْ أبياته من كُدرةٍ
أرأيت شيئاً كالقريض الصافي؟

يشدو به شادٍ ، فيبرز حُسنه
كلآلئ خرجتْ من الأصداف

يشدو كحسانٍ ليُشجيَ بائساً
بقصائدٍ صيغتْ بعذب قوافي

أو مثل (أنجشةٍ) يُرجِّع شادياً
في الجيش بين قوادم وخوافي

أو يوم ظعن طال بُعد طريقه
أو يوم عُرس مؤذن بزفاف

وحديث (أنجشة) صحيحٌ سالمٌ
ورواته صِيدٌ من الأشراف

وكفى المهيمنُ شعرَنا شَر العدا
إن المليك هو العزيز الكافي

© 2024 - موقع الشعر