رؤياك - أحمد علي سليمان

جُبْت المسافاتِ عبْرَ الليل مُحتسبا
لكي تُناصحَ مَن فؤادُه اضطربا

وذقتَ ما ذقت من سعي ومن نصب
تقبّلَ الله منك السعيَ والنصَبا

وجئت تُرشد مَن كَلتْ بصيرتهُ
فنام - مِن ثقل البلواء - مكتئبا

وبات يشكو - إلى الرحمن - حيْرته
وشَعرُ لحيته - بدمعه - اختضبا

يبكي مِن الضنكِ قد طمّتْ دغاوله
وقلبُه - من أسى شجونه - انتحبا

وظنه أن رب الناس مُنقذُه
وسوف يَصرفُ عنه الضيقَ والنوَبا

حتى أتيت فزالت كل كارثةٍ
فقد وجدتك فيما قد لقيت أبا

أشرت بالرأي - بعد اللأي - مُجتهداً
فاغتال رأيُك مِن مَشاعري الكُربا

فبتُ أدعو - لك المليك - مرتجياً
غفرانَ ذنبك إذ جنبتني التعبا

إذ فرّج الله ما عانيتُ من غُصص
وثبّت الله قلباً خائفاً لجبا

رؤياك كانت - من القيوم - ميسرةً
فباركَ اللهُ مَن قد جاء محتسبا

قد جاء يحمل عِبئاً ضجّ حامله
وعاش ما عاش في الدنيا أباً حَدِبا

طوى الفيافيَ - عبْرَ الليل - محتملاً
وَعْثاءَ سفْر يزيدُ الهمّ والوصبا

عافاك ربي مِن البلواء تعصِرني
في غربةٍ تحْرقُ الأبدانَ والعَصَبا

© 2024 - موقع الشعر