رسالة شعرية إلى سجين موحّد - أحمد علي سليمان

تجلدْ لمَا تلقاه ، فالنصرُ قادمُ
وأنت - بما أوصيك - يا شهمُ عالمُ

ولا تُشمِتِ الأعداء بالدمع هاطلاً
وصارحْ: لماذا دمعُك اليوم ساجم؟

ألم يدخل السجن المبرؤ يوسفٌ
وطالت سويعاتُ الأسى والقواصم؟

وهُدّد (موسى) بالسجون جهارة
ودارت على أرض الطواغي الملاحم

وقوبل - بالحرب النبيّ - محمدٌ
فواجهه الأعرابُ صفاً والأعاجم

وهُدّد (نوحٌ) بالسجون فلم يزل
يُناصح مَن كالوا الأذى ، ويُقاوم

لهذا تصبّرْ ، واحتملْ كل كُربةٍ
فإن ابتلاء الله حقاً قسائم

يريد الطواغي كسْرَ قلبك بالأذى
فكُن قِمة في كل صُقع تهاجم

وهم باذلون المستحيلَ تشفياً
ويوماً - إلى أصحابها - تأتي المظالم

وليسوا يَمَلون الأباطيلَ طرفة
فليس لهم - من دين ربك - عاصم

ألا فابتسمْ للمجرمين تعالياً
فبسمتك النشوى هوىً يتناغم

فحرّقْ قلوب المُعتدين ببسمة
ولا تبتئسْ يوماً بالذي قال ظالم

وإنْ هم أرادوا الكيدَ لا تكترثْ بهم
أثمّ إذا كادوا دهتك الصواكِم؟

وأحلى ظلام السجن من كل ردةٍ
ولا يؤثر الجناتِ إلا الأكارم

وعندي سواءٌ سجنُ عيش يُميتنا
وسجنُ الطواغي المُظلم المتلاطم

فإنا – بغير الدين – في سجن عيشنا
نعاني ، وتُودي – بالجميع - الهزائم

© 2024 - موقع الشعر