ذرية بعضها من بعض! (تحية لملك حفني ناصف) - أحمد علي سليمان

هذه الفضلى بنت شهم أديبِ
عاش يبكي على تردي الشعوبِ

جاهدتْ بالشعر الأصيل ، وذادتْ
عن قضايا شجّتْ نياط القلوب

رصدتْ للأخلاق شعراً ونثراً
وارتدتْ درعاً سابغاً في الحروب

وأحستْ بالكيد يغشى قرانا
والجنود الأعداء خلف الصليب

ورياحُ التغريب في كل وادٍ
فاجأتنا بما وراء الهبوب

ومُدى الاستشراق أدمتْ عقولاً
جُردتْ من مواهب وكُسوب

ودعاوى التخريب أودتْ بقوم
أزهم ما قد عاينوا من خطوب

ودعاة الإفلاس زادوا فجوراً
وانحلالاً يُفني مِداد الأديب

وحماة التضليل جند الأعادي
ما لأيٍّ في مكره من ضريب

يستسيغ الضلال في كل صُقع
كل وغدٍ للموبقات رقيب

واقع أخزى من جميع الدنايا
وقضايا تشقي فؤاد اللبيب

وأناس قد استكانوا لهزل
واستساغوا - جهراً - ركوب الذنوب

وكثير من النسا كالبغايا
كل أنثى تحتال مثل اللعوب

في ثياب تزري بمن ترتديها
هل يُحلي الشمطاءَ كشفُ الجيوب؟

أمِن العقل السيرُ في ثوب دُعْر
وعليه مِن كل مسكٍ وطيب؟

في زمان طغتْ عليه المخازي
وغدا ذو الأخلاق مثلَ الغريب

وعليهم (بنت البوادي) أطلتْ
هذه شمسٌ ما لها من غروب

أفحمتهم بالشعر أعتى عليهم
في التهاجي من أي سيفٍ قشيب

كأبيها تلقن الظلم درساً
تتحدى ببأس كل خطيب

وعليها من الإباء دروعٌ
تتقي من سيل الدماء الصبيب

تحتمي من سهم غدور خؤون
وتعافي من أي رمح مصيب

ظهرتْ - في الميدان - أكثر بأساً
ثم صبّتْ - عمداً - كؤوس اللهيب

مَلَكٌ قد دكتْ حصون المنايا
تلك تنوي إرجاع حق سليب

أختنا في الإسلام قدّمتِ خيراً
ووصفتِ الأدواء مثل الطبيب

فجزاكِ الرحمنُ خيراً كثيراً
جل شأنُ الله السميع الرقيب

© 2024 - موقع الشعر