دموع بلا رصيد - أحمد علي سليمان

دمعٌ مثلُ البرْق الخُلّبْ
ليس له - في التوبة - مأرَبْ

دمعٌ يوشكُ أن يأسرنا
بالأنات تغش ، وتكذب

دمعٌ من عين لم تدمع
بل ظلت تحتال وتلعب

دمع تبذله هازلة
حذقتْ كيف تهد وتخرب

لم تتورع عن نقمتها
من زوج محترم طيب

لم يظلمها طرفة عينٍ
لم يسخر يوماً ، أو يضرب

لم يهضم حقاً مفترضاً
بل عاش يُلبي ما تطلب

فإذا بالحمقا تلفحه
بفحيح مدّخر مرعب

خربتْ بيتاً بتخرصها
حتى عشعش فيه الغيهب

ومضت - واأسفى - بهجته
وشقاء الأولاد المكسب

من كان يُصدّق ما فعلت
وأبوها - بالحبكة - مُعجب

يمدحُها ، ويُعينُ ويدعو
والأعمام كمثل الأذؤب

حتى جاءت تبكي ندماً
بعد خراب البيت ، وتندب

وتلوك الكلماتِ ، وتلغو
كسفيهٍ مرتزق يخطب

وترددُ: سامحني ، واغفر
واللفظ - إلى الخُدعة - أقرب

© 2024 - موقع الشعر