دموعُ القوافي! (قل للمليحة) - أحمد علي سليمان

قل للمليحة مات الحِبرُ والورقُ
وبالمشاعر ضاق القلبُ والأفقُ

وزخرُفُ العيش قد بادتْ معالمه
ولم يعد ليراع الشوق مرتفق

وجوهر الشعر قد غاصت بيارقه
ومركبُ الحب قد أودى بها الغرق

فيم التغزل ، والآمالُ ضائعة
وبأسُ أهل الهُدى في الدرب يحترق؟

وضاع منا الحمى في ظل فرقتنا
وريحُنا ذهبتْ ، والصف مخترق

دمعُ القوافي – على القرطاس - منسكبٌ
وصورة الشعر أدمى حُسنَها الأرق

ضج الغرامُ لما قد نال جوقته
وجيلنا – من صدى – عُشاقه شبق

إلا الذين – على التوحيد - منهجُهم
فهؤلاء لهم - في الخير - مستبق

إنا مللنا من العشاق نشهدُهم
من الهداية والأخلاق قد مرقوا

وشاعرُ العشق في أيامنا فرحٌ
إذ إنه برذيل الشعر يرتزق

يُسَطر الشعر في عينين قد بدتا
وفي جبين بدا كأنه الشفق

وفي القوام سعى كأنه قمرٌ
وفي الجمال سعى بدراً له ألق

وفي اللآلئ زانت جيد غانيةٍ
وفي الشعور تدلى خلفها الورق

وفي الخدود تزيد الوجه مَلهبة
وفي النهود ، وفي سُوق لها عبق

إنْ كان ذلك يُرضي قلبَ غادتنا
ليأخذِ الله من ضلتْ ومن فسقوا

© 2024 - موقع الشعر