دموع الخريف - أحمد علي سليمان

ما بكائي وانتحابي في الدجى
والمنايا ضيعتني والهوى؟

دامعَ العينين ، أرثي ما جرى
يعلم الرحمن ما قلبي نوى

ليس للدمعة حدٌ ، يا ترى؟
واللظى في الروح يبكي والجوى

أشتكي لله مَن نال الهُدى
والبَلا في النفس غالى واستوى

ودمي المهدورُ ينعي سَفكه
وعُرى التوحيد دِيستْ ، واللوا

إن في النفس جراحاً وأسىً
وكذا القلبُ على البلوى انطوى

أينما سرتُ عذابٌ وأذىً
وتعاني الروحُ من فرط النوى

مَن على الأرض كأصحاب الهُدى؟
بأسهم في الناس ولى وانزوى

ثم هانوا ، واستذلوا أبداً
بعد أن كانوا بأسمى مستوى

قدِّم الغيرُ عليهم ، فمضوْا
وغدوْا في الأرض والأعدا سَوا

ضُربوا حتى تمادى صفّهم
في انشطار ، وإلى الهلكى أوى

أيها الصف تماسكْ إننا
نعرف الداءَ ، ونسعى للدوا

والأعادي كلهم صفٌ علا
ولهم - في الأرض - بأسٌ وقرى

أنسرٌ في البطن والفرج ترى
وإذا الحربُ فهرٌ ، ومُوا

سفهونا ، ثم مِن تغريرهم
يجعلون النور للكفر شِوا

أإذا قلتُ لك: اسمعني تنم؟
كيف لا ينهض أصحاب (رَوى)؟

أيها الصف ، أجبني ، لا تخفْ
في سماء المجد هل يسمو الخوا؟

فلماذا اليوم يذروك الكرى؟
وتعاني في بيادي مَن عوى؟

فاهجر الخذل ، ودع عنك العنا
والزم التقوى ، وفارق مَن غوى

واترك الغوغاء إن هم أعرضوا
هذه الدرب ، أجبني هل سوى؟

أيجفّ الدمعُ إن هم أقبلوا؟
كيف يعلو - في البرايا - من هوى؟

© 2024 - موقع الشعر