حتى متى؟ (ازدادت وتيرة النيل من العلماء) - أحمد علي سليمان

حتى متى يستطيلُ اللاحنُّ اللاحي
ويستعينُ بسيافٍ ورمّاحِ

ويُشهر البعضُ أسيافاً لإخوتهم
ما بين مفتعل السوآى وسفاح؟

كلٌ حريصٌ على إهلاك صاحبه
وتحصدُ الحربُ ظلماً بعضَ أرواح

والبعضُ يصطاد أخطاءً يُضخمها
وقد يُضيفُ لها كثيرَ إيضاح

والبعضُ يختلقُ الأغلاط معتمداً
على التداجي بإبلاغ وإفصاح

والبعضُ يجعلها في ثوب سخريةٍ
بلفظ منتخِب الألفاظ مَزاح

والبعضُ يجعلها نيْلاً وتشفية
بحِقد مقتحم الأمجاد مُجتاح

والبعضُ يدخلُ في أبواب مصلحةٍ
وهل أسيرُ الهوى يرمي لإصلاح؟

ويدّعي البعضُ تحقيقاً ليُوهمنا
فإذ به شر همّاز وقدّاح

والبعضُ ينشدُ أن يكون مُشتهراً
على حساب نحارير وشرّاح

وللمطابع إخراجٌ له ألقٌ
حتى يعود - على الصرعى - بأرباح

حتى إذا طالعَ الأقوامُ ما طبعتْ
هذي المطابعُ مِن كُتْب بإلحاح

وأرجعوا في الذي قد طالعوا نظراً
باؤوا بخيبة آمال وأتراح

كأن كاتبها عدو مِلتنا
أو أن عقل الفتى قد غِيل بالراح

حتى متى فتنة كالنار موقدة
تقود أهل الهُدى قسراً لضحضاح؟

يا قوم فلتنصحوا بدون تشفيةٍ
ما الناصحُ الفذ - في رأيي - بجراح

إن حققَ النصَ لم يُهدر كرامته
ولم يزل حُسنه كالقاصل الماحي

وإن يجدْ خطأ يَرفقْ بصاحبه
وليُظهر الحق مشفوعاً بأمداح

لم يتهمْ نيّة ، هذي مزايدة
ولم يُقبّحْ بتجريحاتِ مُلتاح

مَن ذا علمت بلا ذنب ولا خطأ؟
ألستَ تخطئُ يا ذا الشامت اللاحي؟

إن خرّج النص لم يذبح نصاعته
في كفه قلمٌ ، لا نصل ذبّاح

إن الشِقاق يزيدُ الغربَ تسلية
يُمسي ويُصبحُ في سعدٍ وأفراح

© 2024 - موقع الشعر